Translate

الجمعة، 21 أبريل 2023

الملحمة الكبرى وأرمجدون وهرمجدون (رواية) ونزول عيسى (إسلام) و المسيح االدجال

و- التقوي

السبت، 15 يناير 2022

=الملحمة الكبرى وأرمجدون وهرمجدون (رواية) ونزول عيسى (إسلام) و المسيح االدجال

الملحمة الكبرى من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الملحمة الكبرى هي معركة كبيرة تحدث في نهاية الزمان بين المسلمين والروم وفقًا لعلم آخر الزمان في الإسلام. تتشابه بشكل عام مع معركة أرمجدون في علم آخر الزمان في المسيحية، وتحدث قبل ظهور المسيح الدجال.

نظرة المسلمين لهذه المعركة

وفق رؤية أهل السنةحسب الأحاديث النبوية فإن هناك ملحمة كبرى وحرب عظيمة تكون بين الروم وبين المسلمين في آخر الزمان، قبل خروج الدجال، تحدث هذه المعركة بعد أن انتصر المسلمون والروم في القتال جنبًا إلى جنب ضد عدو مشترك. بعد انتصارهم ينشب صراع يدعي فيه مسيحي أن الصليب أتى بالنصر، فيرد مسلم على ذلك أن الله انتصر ثم يكسر الصليب، فتغدر الروم. وتبدأ الحرب. وفي هذه المعركة يكون معسكر المسلمين عند غوطة دمشق ومعسكر الروم عند دابق، وفي هذه المعركة يُقتَل ثلث جيش المسلمين، ويفر ثلث، وينتصر الثلث الآخر، ويستمرون في المضي حتى يفتحون القسطنطينية، ثم يظهر بعدها المسيح الدجال. روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي قال: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بالأعْماقِ، أوْ بدابِقٍ، فَيَخْرُجُ إليهِم جَيْشٌ مِنَ المَدِينَةِ، مِن خِيارِ أهْلِ الأرْضِ يَومَئذٍ، فإذا تَصافُّوا، قالتِ الرُّومُ: خَلُّوا بيْنَنا وبيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقاتِلْهُمْ، فيَقولُ المُسْلِمُونَ: لا، واللَّهِ لا نُخَلِّي بيْنَكُمْ وبيْنَ إخْوانِنا، فيُقاتِلُونَهُمْ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لا يَتُوبُ اللَّهُ عليهم أبَدًا، ويُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ، أفْضَلُ الشُّهَداءِ عِنْدَ اللهِ، ويَفْتَتِحُ الثُّلُثُ، لا يُفْتَنُونَ أبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبيْنَما هُمْ يَقْتَسِمُونَ الغَنائِمَ، قدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بالزَّيْتُونِ، إذْ صاحَ فِيهِمِ الشَّيْطانُ: إنَّ المَسِيحَ قدْ خَلَفَكُمْ في أهْلِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ، وذلكَ باطِلٌ، فإذا جاؤُوا الشَّأْمَ خَرَجَ، فَبيْنَما هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إذْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأمَّهُمْ، فإذا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذابَ كما يَذُوبُ المِلْحُ في الماءِ، فلوْ تَرَكَهُ لانْذابَ حتَّى يَهْلِكَ، ولَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بيَدِهِ، فيُرِيهِمْ دَمَهُ في حَرْبَتِهِ.

------------------

محتويات

1 التفاصيل

1.1 الأحاديث النبوية

1.2 زمن حدوثها

1.3 عدد جيش الروم

2 انظر أيضًا

3 مراجع

التفاصيل وردت تفاصيل الملحمة الكبرى في روايات أحاديث نبوية متعددة.

فحسب الأحاديث النبوية فإن الملحمة الكبرى هي حرب عظيمة تكون بين الروم وبين المسلمين في آخر الزمان، قبل خروج الدجال، تحدث هذه المعركة بعد أن انتصر المسلمون والروم في القتال جنبًا إلى جنب ضد عدو مشترك.

 

= بعد انتصارهم ينشب صراع يدعي فيه مسيحي أن الصليب أتى بالنصر، فيرد مسلم على ذلك أن الله انتصر ثم يكسر الصليب، فتغدر الروم. وتبدأ الحرب. وهي معركة رهيبة، وفقًا لبعض روايات الأحاديث أنه إذا مر عصفور من فوق المعركة يسقط ميتًا قبل أن يصل إلى نهايتها.وفي هذه المعركة يكون معسكر المسلمين عند غوطة دمشق ومعسكر الروم عند دابق، وفي هذه المعركة يُقتَل ثلث جيش المسلمين، ويفر ثلث، وينتصر الثلث الآخر، ويستمرون في المضي حتى يفتحون القسطنطينية، ثم يظهر بعدها المسيح الدجال.

الأحاديث النبويةروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي قال: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بالأعْماقِ، أوْ بدابِقٍ، فَيَخْرُجُ إليهِم جَيْشٌ مِنَ المَدِينَةِ، مِن خِيارِ أهْلِ الأرْضِ يَومَئذٍ، فإذا تَصافُّوا، قالتِ الرُّومُ: خَلُّوا بيْنَنا وبيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقاتِلْهُمْ، فيَقولُ المُسْلِمُونَ: لا، واللَّهِ لا نُخَلِّي بيْنَكُمْ وبيْنَ إخْوانِنا، فيُقاتِلُونَهُمْ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لا يَتُوبُ اللَّهُ عليهم أبَدًا، ويُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ، أفْضَلُ الشُّهَداءِ عِنْدَ اللهِ، ويَفْتَتِحُ الثُّلُثُ، لا يُفْتَنُونَ أبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبيْنَما هُمْ يَقْتَسِمُونَ الغَنائِمَ، قدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بالزَّيْتُونِ، إذْ صاحَ فِيهِمِ الشَّيْطانُ: إنَّ المَسِيحَ قدْ خَلَفَكُمْ في أهْلِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ، وذلكَ باطِلٌ، فإذا جاؤُوا الشَّأْمَ خَرَجَ، فَبيْنَما هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إذْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأمَّهُمْ، فإذا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذابَ كما يَذُوبُ المِلْحُ في الماءِ، فلوْ تَرَكَهُ لانْذابَ حتَّى يَهْلِكَ، ولَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بيَدِهِ، فيُرِيهِمْ دَمَهُ في حَرْبَتِهِ.روى أبو داود في سننه عن أبي الدرداء: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ فُسْطَاطَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ بِالْغُوطَةِ إِلَى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشَّامِ".

زمن حدوثهايعتقد علماء المسلمين بأن حدوث الملحمة الكبرى سيكون قبل خروج المسيح الدجال مباشرة، يقول ابن حجر في فتح الباري: "ولابن ماجه من حديث معاذ بن جبل مرفوعا: الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر". ويقول عمر بن سليمان الأشقر: «الآيات الكبرى متتابعة في وقوعها، لا يكاد يفصل بينها فاصل زمني، وهي تشبه في تتابعها إذا وقعت العقد إذا انقطع سلكه الذي ينتظم حباته، فإن الحبة الأولى تسقط فتتبعها بقية الحبات بلا تأخير، روى الحاكم بإسناد صحيح عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأمارات خرزات منظومات في سلك، فإن يقطع السلك يتبع بعضها بعضاً ـ وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن وقوع الحرب الكبرى بين المسلمين والروم وهي التي سماها الملحمة ستكون أولاً، ثم يفتح المسلمون القسطنطينية، ثم يخرج الدجال.».

عدد جيش الرومجاء في صحيح البخاري أن جيش الروم أو بني الأصفر له ثمانين علم وراية، تحت كل راية اثنا عشر ألف مقاتل، جملتهم تسعمائة ألف وستون ألفًا (960 ألف مقاتل). فعن عوف بن مالك: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا».

انظر أيضًا

أرمجدون

نزول عيسى

المسيح الدجال

مراجع

روى أبو داودوابن ماجه في سننهما عن ذِي مِخْبَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَتُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا، فَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِكُمْ، فَتُنْصَرُونَ، وَتَغْنَمُونَ، وَتَسْلَمُونَ، ثُمَّ تَرْجِعُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ، فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ الصَّلِيبَ فَيَقُولُ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيَدُقُّهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ، وَتَجْمَعُ لِلْمَلْحَمَةِ.

========

أرمجدون  من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هرمجدون (من (بالإغريقية: ρμαγεδών) Harmagedōn, لاتينية متأخرة: Armagedōn

) وفقا لكتاب الوحي هو موقع تجمع الجيوش للمعركة متى يحين وقت النهاية.

 

كما يستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى أي سيناريو يشير إلى نهاية العالم بشكل عام.

كلمة "هرمجدون" تظهر مرة واحدة فقط في العهد الجديد اليوناني، في Revelation 16:16. تتم ترجمة الكلمة إلى اليونانية من لغة عبرية har məgiddô (הר מגידו), هار قوية - H2022 - تعني "جبل أو سلسلة من الجبال (تستخدم في بعض الأحيان على نحو تصويري): -التل (البلد)، جبل (-ain)، وتشجيع X "هذا هو شكل مختصر من هرار - قوية - H2022 - "لتلوح في الأفق فوق؛ الجبل. -تلة، جبل". 'مجدو' '- قوي מְגִדּוֹן H4023 /ميج آى دى-تفعل / مجدون أو مجدو، وهو مكان تجمع الحشود.") "جبل "تل مجدو ليست في الواقع جبلا ولكن تل (تم إنشاؤه من قبل أجيال عديدة من الناس الذين يعيشون وأعادوا بناءه على نفس البقعة) التي بنيت الحصون القديمة لحراسة طريق البحر، وهو الطريق التجاري القديم الذي يربط مصر مع الإمبراطوريات الشمالية من سوريا، الأناضول و بلاد ما بين النهرين. كان مجدو موقع مختلف المعارك القديمة، بما في ذلك واحدة في القرن الخامس عشر قبل الميلاد وواحدة في 609 قبل الميلاد. مجدو هي مدينة تقع على بعد 25 ميل (40 كـم) من الغرب والجنوب الغربي من الطرف الجنوبي من بحيرة طبريا في منطقة نهر كيشون .

 

= {للعلم فقط نسوق هنا}وفقا لأحد التفاسير المسيحية{علي نص في الانجيل}، بريميلينياليسوع سوف يعود إلى الارض ويهزم الدجال ("الوحش") والنبي الكاذب والشيطان في معركة الشيطان هرمجدون.

= ثم سيتم طرح الشيطان في "الهاوية" أو الهاوية ل 1,000 سنة، والمعروفة باسم ألفية. بعد إطلاق سراحه من الهاوية، الشيطان سوف يستدعي يأجوج ومأجوج من زوايا الأرض الأربع.

 

=وسوف يعسكروا إلى "المدينة الحبيبة" المحيطة "بالقديسين" و (وهذا يشير إلى القدس). ستأتي النار من عند الله، من السماء وتلتهم يأجوج ومأجوج و الشيطان، والموت، جهنم، وتلك التي لا توجد مكتوبة في كتاب الحياة ثم يتم الزج بهم في جهنم (في بحيرة النار ).

و هي عقيدة مسيحيةويهودية مشتركة، تؤمن بمجئ يوم يحدث فيه صدام بين قوى الخير والشر، وسوف تقوم تلك المعركة في أرض فلسطين في منطقة مجدو أو وادي مجدو، متكونة من مائتي مليون جندي يأتون لوادي مجدو لخوض حرب نهائية.

و يذكر أنه في عام 1984م أجرت مؤسسة يانكلوفينش استفتاء أظهر أن 39% من الشعب الأمريكي أي حوالي 85 مليون يعتقدون أن حديث الإنجيل عن تدمير الأرض بالنار - قبل قيام الساعة - بحرب نووية فاصلة.

وعند المسلمين فإن هناك إيمان بمعركة كبرى في آخر الزمان تقع بين المسلمين والروم دون الإشارة إلى اسم هرمجدون تحديداً، وينتهي الأمر بانتصار المسلمين في المعركة.

محتويات

1 الموقع الجغرافي للمعركة

2 الموقع التاريخي للمدينة

3 المعركة عند اليهود والمسيحيين

4 هرمجدون لدى السياسيين

5 الملحمة الكبرى عند البهائية

6 نظرة المسلمين لهذه المعركة

6.1 وفق رؤية أهل السنة

6.2 وفق رؤية الشيعة

7 طالع كذلك

8 المراجع

9 وصلات خارجية

الموقع الجغرافي للمعركة

 

مجدون، شمال فلسطين.

جاء في كتاب قاموس الكتاب المقدس:

تقع مجدون في مرج ابن عامر، بالقرب من مدينة جنين، وزاد في قيمتها الإستراتيجية أنها تقع على خط المواصلات بين القسمين الشمالي والجنوبي من فلسطين.

وهرمجدون: كلمة عبرية مكونة من مقطعين، هر أو هار: بمعنى جبل، مجدون: اسم وادٍ في فلسطين يقع في مرج ابن عامر على بعد 55 ميلاً شمال تل أبيب و20 ميلاً جنوب شرق حيفا وعلى بعد 15 ميل من شاطيء البحر المتوسط، وتعرف مجدون الآن باسم (تل المتسلم) وكلمة هرمجدون: بمعنى جبل مجدون.

وجاء في قاموس يانج للكتاب المقدس:

هذه الكلمة لموقع معركة اليوم الأعظم للرب القادر حسب النص (في اليوم العظيم، يوم الرب القدير، فجمعهم في المكان الذي يدعى بالعبرية هرمجدون وهذه الكلمة تعني جبال مجدون في الوادي الكبير بمدينة مجدون القديمة حيث دارت معارك الأزمنة الغابرة، وهي تشير إلى معركة شرسة مدمرة ستدور رحاها في ذلك الوادي (وادييزرعيل)).

وتوضح خارطة فلسطين، أن سهليزرعيل عبارة عن وادٍ مسطح ممتد من جميع طرق حيفا على البحر المتوسط مروراً بمجدو في طريقه إلى يزرعيل حيث ينحدر بعد ذلك إلى أسفل (بيت شان) التي تقع تحت مستوى سطح البحر في وادي الأردن حيث يفصل هذا الوادي منطقة الجليل الجبلية في الشمال عن منطقة الريف بالهضبة المركزية في الجنوب).

الموقع التاريخي للمدينة

 

أطلال تل مجدو.

جاء في سفر الرؤيا:16 ما يلي: (لقد شهد هذا المكان عدة حروب وقد دمرت المدينة وأعيد بناؤها في غضون عشرين عاماً، وتوجد هذه المدينة حالياً التي كانت إحدى أهم مدن سليمان والملك آخاب على أنقاض المدينة القديمة وتحمل نفس الاسم (هرمجدون) والتي ـ كما يقول البعض ـ ستشهد يوم حساب الرب لهذا العالم).

ويضيف الكاتب مال لنديسي في كتابه كوكب الأرض العظيم الراحل:

(هناك في تاريخ الكتاب المقدس معارك دامية لا تعد، دارت رحاها بهذه المنطقة ويقال: إن نابليون قد وقف بهضبة مجدو ناظراً إلى الوادي متذكراً هذه النبوءة وقال: جميع جيوش العالم باستطاعتها أن تتدرب على المناورات للمعركة التي ستقع هنا).

المعركة عند اليهود والمسيحيين

يستند اليهود إلى النص العبري الوارد في سفر الرؤيا:16 بأن المعركة المسماة معركة هرمجدون ستقع في الوادي الفسيح المحيط بجبل مجدون في أرض فلسطين وأن المسيح سوف ينزل من السماء ويقود جيوشهم ويحققون النصر على الكفار، والنص كما يلي:

(ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر الكبير ـ الفرات ـ فنشف ماؤه لكي يُعدَّ طريق الملوك الذين من مشرق الشمس، ورأيت من فم التنين ومن فم الوحش ومن فم النبي الكذاب ثلاثة أرواح نجسة شبه ضفادع فإنهم أرواح شياطين صانعة آيات تخرج على ملوك العالم وكل المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم الله القادر على كل شيء، ها أنا آت كمخلص، طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عرياناً، فجمعهم إلى الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون).

وصرح القس (بيلي جراهام) عام 1977م: (بأن يوم مجدو على المشارف، وأن العالم يتحرك بسرعة نحو معركة مجدو، وان الجيل الحالي يكون آخر جيل في التاريخ، وأن هذه المعركة ستقع في الشرق الأوسط).

وبهذا المعنى قال رئيس القساوسة الانجليكانيين: (سيدمر الملك المسيح تماماً القوى المحتشدة بالملايين للدكتاتور الفوضوي الشيطاني).

وكان اليهود أكثر تشوقاً لهذا اليوم الموعود الذين يسمونه يوم الله، فقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية نبأً من القدس المحتلة أثناء حرب الخليج الثانية عام 1991مللحاخاممناحيم سيزمون الزعيم الروحي لحركة حياد اليهودية يقول: (إن أزمة الخليج تشكل مقدمة لمجيء المسيح المنتظر).

وهذه الاعتقادات ظهرت عند السياسي اليهودي تيودور هرتزل حيث يقول: (إنه ظهر لي ـ في عالم الرؤيا ـ المسيّا ـ المسيح ـ الملك على صورة شيخ حسن وخاطبني قائلاً: اذهب وأعلِم اليهود بأني سوف آتي عما قريب لأجترح المعجزات العظيمة وأسدي عظائم الأعمال لشعبي وللعالم كله).

كما قال النبي يوئيل عن هذا اليوم: (انفخوا في البوق في صهيون، اهتفوا في جبلي المقدس، ارتعدوا يا جميع سكان العالم، يوم الرب مقبل، وهو قريب، يوم ظلمة وغروب، يوم غيم وضباب).

هرمجدون لدى السياسيين

يتسابق الساسةالاستعماريون إلى تثبيت فكرة المعركة بتفسيرها اليهودي لدى الشعوب للحصول على مكاسب سياسية، وتنفيذاً لمآرب الصهيونية العالمية وإرضاءً لدولة إسرائيل، وبهذا الصدد تقول الكاتبة الأمريكية جريس هالسل في كتابها النبوءة والسياسة: (إن النبوءات التوراتية تحولت في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مصدر يستمد منه عشرات الملايين من الناس نسق معتقداتهم ومن بينهم أناس يرشحون أنفسهم لانتخابات الرئاسة الأمريكية وكلهم يعتقدون قرب نهاية العالم ووقوع معركة هرمجدون، ولهذا فهم يشجعون التسلح النووي ويستعجلون وقوع هذه المعركة باعتبار أن ذلك سيقرب مجيء المسيح).

وفي هذا المعنى تحدث الرئيس الأمريكي ريجن عام 1980م مع المذيع الإنجيلي جيم بيكر في مقابلة متلفزة أجريت معه قال: (إننا قد نكون الجيل الذي سيشهد معركة هرمجدون).

وفي تصريح آخر له: (ان هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيرى هرمجدون).

أما الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش عام 2008م قد نقلت عنه مجلة دير شبيغل الألمانية ما يلي: (منذ ذلك الوقت أصبح بوش واحداً من الستين مليون أمريكي الذين يؤمنون بالولادة الثانية للمسيح وهذا ما دعاه إلى القول: بأن المسيح هو أهم الفلاسفةالسياسيين في جميع الأزمنة لأنه ساعدني على التوقف عن شرب الخمر).

وشارك في هذا التوجه تقرير لمنظمة حقوق الإنسان صدر في قبرص عام 1990م يقول: (توجد هيئات وجمعيات سياسية وأصولية في الولايات المتحدة وكل دول العالم تتفق في أن نهاية العالم قد اقتربت، وأننا نعيش الآن في الأيام الأخيرة التي ستقع فيها معركة هرمجدون، وهي المعركة الفاصلة التي ستبدأ بقيام العالم بشن حرب ضد دولة إسرائيل،

 

نظرة المسلمين لهذه المعركة

وفق رؤية أهل السنةحسب الأحاديث النبوية فإن هناك ملحمة كبرى وحرب عظيمة تكون بين الروم وبين المسلمين في آخر الزمان، قبل خروج الدجال، تحدث هذه المعركة بعد أن انتصر المسلمون والروم في القتال جنبًا إلى جنب ضد عدو مشترك. بعد انتصارهم ينشب صراع يدعي فيه مسيحي أن الصليب أتى بالنصر، فيرد مسلم على ذلك أن الله انتصر ثم يكسر الصليب، فتغدر الروم. وتبدأ الحرب. وفي هذه المعركة يكون معسكر المسلمين عند غوطة دمشق ومعسكر الروم عند دابق، وفي هذه المعركة يُقتَل ثلث جيش المسلمين، ويفر ثلث، وينتصر الثلث الآخر، ويستمرون في المضي حتى يفتحون القسطنطينية، ثم يظهر بعدها المسيح الدجال. روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي قال: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بالأعْماقِ، أوْ بدابِقٍ، فَيَخْرُجُ إليهِم جَيْشٌ مِنَ المَدِينَةِ، مِن خِيارِ أهْلِ الأرْضِ يَومَئذٍ، فإذا تَصافُّوا، قالتِ الرُّومُ: خَلُّوا بيْنَنا وبيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقاتِلْهُمْ، فيَقولُ المُسْلِمُونَ: لا، واللَّهِ لا نُخَلِّي بيْنَكُمْ وبيْنَ إخْوانِنا، فيُقاتِلُونَهُمْ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لا يَتُوبُ اللَّهُ عليهم أبَدًا، ويُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ، أفْضَلُ الشُّهَداءِ عِنْدَ اللهِ، ويَفْتَتِحُ الثُّلُثُ، لا يُفْتَنُونَ أبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبيْنَما هُمْ يَقْتَسِمُونَ الغَنائِمَ، قدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بالزَّيْتُونِ، إذْ صاحَ فِيهِمِ الشَّيْطانُ: إنَّ المَسِيحَ قدْ خَلَفَكُمْ في أهْلِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ، وذلكَ باطِلٌ، فإذا جاؤُوا الشَّأْمَ خَرَجَ، فَبيْنَما هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إذْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأمَّهُمْ، فإذا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذابَ كما يَذُوبُ المِلْحُ في الماءِ، فلوْ تَرَكَهُ لانْذابَ حتَّى يَهْلِكَ، ولَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بيَدِهِ، فيُرِيهِمْ دَمَهُ في حَرْبَتِهِ.

وفق رؤية الشيعة

يرى أتباع الشيعة أنه قد ورد ذكر لهذه المعركة والمعركة التي تسبقها وهي معركة تحرير القدس في أحاديث مسندة إلى الرسول محمد (ص) وإلى أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، والتي تذكر المراحل النهائية لحركة الإمام المهدي المنتظر في آخر الزمان، يقول الشيخ علي الكوراني: (بعد هلاك قوات السفياني في الحجاز والهزيمة التي تمنى بها على يد رايات الشرق في العراق تعود المعركة إلى ساحتها الأساسية بلاد الشام استعداداً لأكبر معارك المنطقة في أحداث الظهور، معركة تحرير القدس، التي يمتد محورها من دمشق إلى طبريةفالقدس).

ويستدل المحقق علي الكوراني في استنتاجه هذا بالآيات الكريمة من سورة الإسراء: (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) والآيات اللاحقة لها، فالأولى أرسل الله عليهم عباده المسلمين خلال الفتح الإسلامي سنة 16هـ، والثانية أو العقوبة الثانية ستكون هزيمتهم على يد المسلمين أيضاً عندما يعود المسلمون إلى رشدهم).

وقد أوردت مصادر الشيعة أحاديث معركة المهدي الكبرى هذه (وأن طرفها المباشر السفياني وخلفه اليهود ودول أوروبا، ويمتد محورها من أنطاكية إلى عكا أي طول الساحل السوري اللبناني الفلسطيني ثم إلى طبريةودمشق والقدس وفيها تحصل هزيمتهم الكبرى الموعودة), وتورد الروايات أن المهدي المنتظر يعقد بعد هذه المعركة هدنة مع الروم مدتها سبع سنين ويبدو أن عيسى يكون وسيطاً فيها فيغدر الروم وينقضونها ويأتون بثمانين فرقة (راية) في كل فرقة إثنا عشر ألفا، وتكون هذه هي المعركة الكبرى التي يقتل فيها كثير من أعداء الله تعالى،

 

وقد وصفت بأنها الملحمة العظمى أو مأدبة مرج عكا أي مأدبة السباع وطيور السماء من لحوم الجبارين).

ونورد هنا بعض الأحاديث التي أشارت إلى هذه المعركة:

كما أُثر عن علي بن أبي طالب وأبنائه أقوال تشير إلى مكان الملحمة في مرج ابن عامر من عكاويافا على الساحل حتى القدس في السهل الفلسطيني ويشيرون إلى زمانها أنها بعد ظهور المهدي المنتظر وتحريره القدس من قبضة اليهود ونقض الروم الهدنة معه التي توسط فيها عيسى بعد نزوله، وكلها حوادث لم تحدث بعد ولا حدثت في التاريخ البعيد حيث يظهر الله دينه وينصر عباده ويسود الإسلام في أمم الأرض. ومن هذه الأقوال:

عن علي بن أبي طالب أنه قال: ثم يأمر المهدي بإنشاء المراكب، فينشئ أربعمائة سفينة في ساحل عكا، وتخرج الروم في مئة صليب تحت كل صليب عشرة آلاف فيقيمون على طرطوس ويفتحونها بأسنة الرماح ويوافيهم المهدي فيقتل من الروم حتى يتغبر ماء الفرات بالدم، وتستنتن حافتاه بالجيف، وينهزم الروم فيلتحقون بانطاكية وهل هناك ملحمة أقوى من هذه وهذا إخبار عن قوته - أي المهدي - وفتوحاته بعد أن يتم له فتح بيت المقدس ودحر اليهود والصليب في المعركة الكبرى.

عن علي بن أبي طالب في قصة الإمام المهدي: ويتوجه إلى الأفاق... ويحمل حلي بيت المقدس في مئة مركب تحط على غزة  وعكا وتحمل إلى بيت المقدس. وفي هذا دلالة أكيدة على اكماله فتح بيت المقدس وأخذ الغنائم منه بعد هزيمة الروم.

ورد في بشارة الإسلام ص 251 عن الإمام الصادق : (ثم تسلم الروم على يده فيبني لهم مسجداً ويستخلف عليهم رجلاً من أصحاب ثم ينصرف) وهذا يدل على أن الروم ليس فقط ينهزمون من المعركة وإنما يسلمون على يديه وينضمون إلى الإسلام ليستخلف عليهم رجلاً من أصحابه يعلمهم الإسلام وأحكامه.

طالع كذلك

الملحمة الكبرى

أرمجدون بحث تاريخي

مجيدو (قرية).

هيكل سليمان.

وادي مجدو.

=========

هرمجدون (رواية)  من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هرمجدون  ( Armageddon)‏المؤلف جيري بي. جنكينز

اللغة الإنجليزية

تاريخ النشر نوفمبر 2003

المواقع

هرمجدون:معركة العصور الكونية هي الرواية الحادية عشرة في سلسلة المتروكون من تيم لاهاي و جيري جينكنز.

وقد نشرت لأول مرة في أبريل 2003. وكانت على قائمة أفضل رواية مبيعة لمدة 20 أسبوعا في صحيفة نيويورك تايمز .

ملخص الحبكة

ومن بداية السنة النهائية من المحنة، كانت بابل تغط في ظلام دامس مع الحكم السلطانية الخامسة راى فورد ستيل، عبد الله سميث، ونعومي طبريا السفر بالطائرة إلى بابل الجديدة لانقاذ خطة الخلد السرية لتشانغ وونغ، وكانو يجدون في البحث عن وسيلة للخروج. في حين أن هناك، راى فورد إكتشف مؤمنا اسمه أوتو فيسر، الذي كان يختبئ في بابل الجديدة من قوات المجتمع العالمي في خلية للمؤمنين تحت الأرض. راى فورد وأوتو في الاجتماع الذي يحمل المجتمع العالمي والعاهل نيكولاي كارباثيا في مكتبه، وقال مسؤولوه عن الانتقال عن خطة لبناء القوات في وادي يزرعيل للمعركة النهائية للتعامل مع اليهود والمؤمنين في كل من القدس والبتراء راى فورد وعبد الله، نعومي، وتشانغ تمكنوا من الفرار، على الرغم من أن أوتو يبقى مختفيا في بابل الجديد.

روابط خارجية

======

نزول عيسى (إسلام)  من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

 

=============

نزول النبي عيسى في الإسلام ثابت بأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية وقد أجمع علماء الأمة الإسلامية بأن نزول النبي عيسى من علامات الساعة الكبرى ويجب على كل مسلم ومسلمة الإيمان بذلك فيعتقد المسلمين اعتقاداً لامِرية فيه بأن عيسى ابن مريم لم يُصلب ولم يقتل وأن رفعه الله إليه وسوف يعود آخر الزمان، والإيمان بنزول النبي عيسى من الإيمان باليوم الآخر الذي هو الركن الخامس من أركان الإيمان فقد ثبت أن النبي عيسى سوف ينزل في آخر الزمان فيقتل المسيح الدجال ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ولا يقبل من أهل الكتاب إلا الإسلام أو السيف، وقد دلت على هذا مجموعة من النصوص الشرعية. قال الله تعالى :( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ) الزخرف /61. قال ابن كثير : " وقوله: ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ ): تقدم تفسير ابن إسحاق: أن المراد من ذلك: ما بعث به النبي عيسى، من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص، وغير ذلك من الأسقام، وفي هذا نظر. وأبعد منه ما حكاه قتادة، عن الحسن البصري وسعيد بن جبير: أن الضمير في (وَإِنَّهُ) عائد على القرآن، بل الصحيح أنه عائد على النبي عيسى، فإن السياق في ذكره، ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة، كما قال تبارك وتعالى: ( وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ) أي: قبل موت عيسى عليه الصلاة والسلام، ثم (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)، ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى "وإنه لعَلَم للساعة" أي: أمارة ودليل على وقوع الساعة، قال مجاهد: ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ ) أي: آية للساعة خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة. وهكذا روي عن أبي هريرة، وابن عباس، وأبي العالية، وأبي مالك، وعكرمة، والحسن، وقتادة، والضحاك، وغيرهم. «وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه أخبر بنزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا، وحَكَما مقسطا» انتهى من "تفسير ابن كثير" (7 / 236).

محتويات

1 الأدلة على نزوله عند المسلمين[1]

1.1 الأدلة من القرآن

1.2 الأدلة من السنة

2 الأحداث الواقعة بعد نزول عيسى

2.1 قتله للمسيح الدجال

2.2 قتال اليهود

3 وقت نزوله في الإسلام

4 مكان نزوله في الإسلام

5 عقيدة المسيحيين في نزول النبي عيسى

6 المراجع

7 انظر أيضًا

الأدلة على نزوله عند المسلمين

تقدم أن النبي عيسى رفعه الله إليه لما جاءه اليهود ليقتلوه ودلت الأدلة الشرعية أنه سوف ينزل في آخر الزمان ونزوله من علامات الساعة الكبرى. والأدلة على نزوله في آخر الزمان كثيرة منها:

الأدلة من القرآن

 

قطعة من كتاب لإسماعيل بن عبد الغني الدهلوي يتحدث عن أدلة نزول عيسى من القرآن والسنة.

ذُكر بالقرآن:  وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ  وَقَالُوا أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ  إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ  وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ  وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ   (سورة الزخرف).

فقول: {وإنه لعلم للساعة} يعني: أن النبي عيسى علم من أعلام الساعة وفي قراءة (وإنه لعَلَم للساعة) بفتح العين واللام ويعني علامة وآية للساعة لاقترابها ودنو قيامها {وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها} -أي لا تشكُّو فيها- {واتبعون هذا صراط مستقيم(61)}. قال ابن عباس:(وإنه لعلم للساعة أي خروج عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة) وقال الطبري:(معناه أن عيسى ظهوره علم يعلمون به مجيء الساعة لأن ظهوره من أشراطها ونزوله إلى الأرض دليل على فناء الدنيا وإقبال الآخرة) (3)

ذُكر بالقرآن:  وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا  بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا  وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا   (سورة النساء).

فقول: {ليؤمنن به} وقول:{قبل موته}. قال أكثر المفسرين: إن الضميران في (به) و(موته) المقصود بهما عيسى ابن مريم. قال أبو مالك في قوله عز وجل :{وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته} قال:، (ذلك عند نزول عيسى ابن مريم عليه السلام لا يبقى أحد من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به). قال ابن كثير: (فأخبر الله أنه لم يكن الأمر كذلك وإنما شبه لهم فقتلوا الشبه وهم لا يتبينون ذلك فأخبر الله أنه رفعه إليه وأنه باق حي وأنه سينزل قبل يوم القيامة كما دلت عليه الأحاديث المتواترة، فيقتل مسيح الضلال ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية، يعني : لايقبلها من أحد من أهل الأديان بل لا يقبل إلا الإسلام أو السيف فأخبرت هذه الآية الكريمة أنه يؤمن به جميع أهل الكتاب حينئذ ولا يتخلف عن التصديق به واحد منهم).

الأدلة من السنة

عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال: اطلع النبي ﷺ علينا ونحن نتذاكر الساعة، فقال: ما تذكرون؟ قلنا: نذكر الساعة. قال: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات: الدخان، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من قبل عدن -في اليمن - تطرد الناس إلى محشرهم.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عادلا فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها.

وفي رواية: <<والله لينزلن ابن مريم حكماً عادلاً، فليكسرن الصليب، وليقتلن الخنزير، وليضعن الجزية، ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها، وولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد، وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد>>.

الأحداث الواقعة بعد نزول عيسى

ورد في الأحاديث النبوية أن نزول عيسى بن مريم سيكون من أسباب ظهور الإسلام، حيث ينزل عيسى ابن مريم، بعدما اختلف الناس فيه، وتحزبوا لأجله على أحزاب وطوائف، ليدل هؤلاء المختلفين على حقيقة أمره، ويفصل بينهم فيما اختلفوا فيه من شأنه ؛ فينصر المسلمين، ويقاتل اليهود، ويقتل زعيمهم المسيح الدجال، ويلزم النصارى بالإسلام، ولا يقبل منهم جزية، ويبطل مقالتهم، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير.

عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : ( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ) ).وفي هذا بيان لإبطال ما سوى الإسلام من الأديان ( عند المسلمين)، وعدم إقرار أهلها عليها، لا بجزية ولا غيره، وإظهار أحكام الإسلام، وشريعته التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، وإقامة الحجة على أهل الكتاب، في بطلان ما هم عليه. قال الحافظ ابن حجر : " والمعنى : أن الدين يصير واحدا، فلا يبقى أحد من أهل الذمة يؤدي الجزية". .وقد تلمس بعض أهل العلم حكما أخرى لذلك، قال الحافظ ابن حجر : " قال العلماء : الحكمة في نزول عيسى دون غيره من الأنبياء الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه، فبين الله تعالى كذبهم وأنه الذي يقتلهم، أو نزوله لدنو أجله ليدفن في الأرض، إذ ليس لمخلوق من التراب أن يموت في غيرها، وقيل إنه دعا الله لما رأى صفة محمد وأمته أن يجعله منهم فاستجاب الله دعاءه وأبقاه حتى ينزل في آخر الزمان مجددا لأمر الإسلام، فيوافق خروج الدجال، فيقتله والأول أوجه " انتهى من " فتح الباري " ( 6 / 493 ).

قتله للمسيح الدجالورد في الأحاديث النبوية أن عيسى بن مريم سيقتل المسيح الدجال، فمن حديث أبي أمامة الباهلي أن النبي قال: «فإذا انصرف قال عيسى : افتَحوا البابَ، فيَفْتَحُون ووراءَه الدَّجَّالُ، معه سبعونَ ألفَ يهوديٍّ، كلُّهم ذو سيفٍ مُحَلًّى وسَاجٍ، فإذا نظر إليه الدَّجَّالُ ذاب كما يذوبُ المِلْحُ في الماءِ . وينطلقُ هاربًا، … فيُدْرِكُه عند بابِ لُدٍّ الشرقيِّ، فيقتلُه، فيَهْزِمُ اللهُ اليهودَ، فلا يَبْقَى شيءٌ مِمَّا خلق اللهُ عَزَّ وجَلَّ يَتَواقَى به يهوديٌّ، إلا أَنْطَقَ اللهُ ذلك الشيءَ، لا حَجَرٌ ولا شجرٌ ولا حائطٌ ولا دابةٌ، إلا الغَرْقَدَةُ، فإنها من شَجَرِهِم لا تَنْطِقُ، إلا قال: يا عبدَ اللهِ المسلمَ هذا يهوديٌّ فتَعَالَ اقتُلْه. فيكونُ عيسى ابنُ مريمَ في أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلًا، وإمامًا مُقْسِطًا يَدُقُّ الصليبَ، ويَذْبَحُ الخِنْزيرَ، ويضعُ الجِزْيةَ، ويتركُ الصدقةَ، فلا يَسْعَى على شاةٍ ولا بعيرٍ، وتُرْفَعُ الشحناءُ والتباغُضُ، وتُنْزَعُ حِمَةُ كلِّ ذاتِ حِمَةٍ، حتى يُدْخِلَ الوليدُ يدَه في فِيِّ الحَيَّةِ، فلا تَضُرُّه، وتَضُرُ الوليدةُ الأسدَ فلا يَضُرُّها، ويكونُ الذئبُ في الغنمِ كأنه كلبُها، وتُمْلَأُ الأرضُ من السِّلْمِ كما يُمْلَأُ الإناءُ من الماءِ، وتكونُ الكلمةُ واحدةً، فلا يُعْبَدُ إلا اللهُ، وتضعُ الحربُ أوزارَها، وتُسْلَبُ قريشٌ مُلْكَها، وتكونُ الأرضُ كفاثورِ الفِضَّةِ، تُنْبِتُ نباتَها بعَهْدِ آدمَ حتى يجتمعَ النَّفَرُ على القِطْفِ من العنبِ فيُشْبِعُهم، ويجتمعُ النَّفَرُ على الرُّمَّانةِ فتُشْبِعُهم، ويكونُ الثُّوْرُ بكذا وكذا وكذا من المالِ، ويكونُ الفَرَسُ بالدُّرَيْهِماتِ» يقول محمد ناصر الدين الألباني: « فيذهب عيسى بحربته نحو الدجال فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريه دمه في حربته فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله فيهلكه الله عز وجل عند عقبة أفيق فيهزم الله اليهود ويسلط عليهم المسلمون ويقتلونهم فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة – إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق – إلا قال يا عبد الله المسلم هذا يهودي ورائي فتعال فاقتله ثم يلبث الناس بعده سنين سبعا ليس بين اثنين عداوة »

قتال اليهود  يُنبأ النبي محمد المسلمين بقيام حرب بين المسلمين واليهود قرب قيام الساعة،

=وأنهم ينتصرون عليهم حتى إن الحجر والشجر يقول للمسلم: يا عبد الله! تعال هذا يهودي تعال فاقتله. حيث روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة: «أنه رسول الله ﷺ قال: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تُقاتِلُوا اليَهُودَ، حتَّى يَقُولَ الحَجَرُ وراءَهُ اليَهُودِيُّ: يا مُسْلِمُ، هذا يَهُودِيٌّ وَرائي فاقْتُلْهُ.»،اختلف شراح الحديث في زمن حدوث تلك الحرب، وأرجح الأقوال أنها عند نزِول عيسى ابن مَريمَ، ويَكونُ المُسلِمونَ معه، واليَهودُ مع المسيح الدجالِ. حيث يربط شراح الحديث بينه هذا الحديث وحديث اتباع سبعين ألف من يهود أصفهان للدجال: «يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِن يَهُودِ أصْبَهانَ، سَبْعُونَ ألْفًا عليهمُ الطَّيالِسَةُ». بينما احتمل بعض الشراح حدوث هذه الحرب قبل نزول عيسى بن مريم.وقد ورد في حديث صحيح أن عيسى يقتل المسيح الدجال عند باب لد الشرقي، فيهزم الله اليهود ويقتلون أشد القتل. فلا تبقى دابة ولا شجرة ولا حجر يتوارى به يهودي إلا نطق ذلك الشيء فيقول: يا عبد الله المسلم هنا يهودي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه لا ينطق. فقد روى أحمد بن حنبل في مسنده حديث يربط الواقعتين ببعضهما: عن عبد الله بن عمر: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يَنْزِلُ الدَّجَّالُ فِي هَذِهِ السَّبَخَةِ بِمَرِّ قَنَاةَ، فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلَى حَمِيمِهِ وَإِلَى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ وَعَمَّتِهِ، فَيُوثِقُهَا رِبَاطًا مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ، ثُمَّ يُسَلِّطُ اللهُ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ، فَيَقْتُلُونَهُ وَيَقْتُلُونَ شِيعَتَهُ، حَتَّى إِنَّ الْيَهُودِيَّ لَيَخْتَبِئُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَوِ الْحَجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرَةُ لِلْمُسْلِمِ: هَذَا يَهُودِيٌّ تَحْتِي فَاقْتُلْهُ." قال ابن حجر: "والمراد لقتال اليهود وقوع ذلك إذا خرج الدجال ونزل عيسى، ووراء الدجال سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى، فيدركه عيسى عند باب لُدّ فيقتله ويهزم اليهود، فلا يبقى شيء مما يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء، فقال: «يا عبد الله -للمسلم- هذا يهودي فتعال فاقتله»، إلا الغرقد فإنها من شجرهم."

وقت نزوله في الإسلامفإن الراجح أن نزول عيسى بن مريم سيكون قبل خروج يأجوج ومأجوج وقبل طلوع الشمس من مغربها وبعد خروج المهدي والدجال. وترتيب علامات الساعة الكبرى مما اختلف فيه أهل العلم لاختلاف الروايات في ذلك.

مكان نزوله في الإسلام

ثبت في الأحاديث ما يدل على نزول عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق كما في حديث البخاري أنه قال: لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد.

وفي حديث مسلم عن النواس بن سمعان: قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلمالدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل.... إلى أن قال: فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ.. الحديث.

وفي الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي: أنه سئل أي محل ينزل به النبي عيسى؟ فأجاب بقوله: الأشهر ما صح في مسلم أن ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، وفي رواية بالأردن، وفي أخرى بعسكر المسلمين، ولا تنافي لأن عسكرهم بالأردن ودمشق وبيت المقدس من ذلك.

 

عقيدة المسيحيين في نزول النبي عيسى

مقالة مفصلة: المجيء الثاني للمسيح

في المسيحية، المجيء الثاني للمسيح أو الظهور الثاني يُعرف أحياناً بـ باروسيا، وهو العودة المتوقعة لـيسوع المسيح للأرض. ويستند اعتقاد المجيء الثاني على نبوءات موجودة في الإنجيل الكنسي (canonical gospels) وفي معظم علم الأخرويات الإسلامية والمسيحية. (وعلم الأخرويات هو الإيمان بالبعث والحساب) ويؤمن المسيحيون عمومًا بأن هذا الحدث المتوقع كان مُتنبئاً به في النبوءات المسيحية التوراتية. وجهات النظر حول طبيعة مجيء المسيح الثاني تختلف بين الطوائف المسيحية، وفي بعض الأوقات بين الأفراد المسيحيين داخل هذه الطوائف.

في بدايات المسيحية ساد الاعتقاد بأن عودة المسيح للأرض وشيكة جداً، ومن الأدلة الكتابية التي تتكلم عن المجيء الثاني يشار عادة لإنجيل متى 24. 25 ومرقس 13 ولوقا 21: 5. 26 ويوحنا 14: 25. 29 بالإضافة لسفر الرؤيا ومصادر كتابية وتقليدية أخرى.

وتتضمن معظم الترجمات العربية المستخدمة حالياً للعقيدة النيّقية الاعتقادات التالية عن يسوع: «وصعد إلى السّماء، وجلس عن يمين الله الآب، وأيضاً يأتي بمجدٍ عظيم ليدين الأحياء والأموات، الّذي لا فناء لملكه... ونترجّى قيامة الموتى والحياة الجديدة في الدّهر الآتي. آمين

======

المسيح الدجال

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

لمعانٍ أخرى، انظر المسيح الدجال (توضيح).

جزء من سلسلة حول

علم الآخرات

البوذية

المسيحية

الهندوسية

الإسلام

اليهودية

طاوية

زرادشتية

عبر الأديان

ع

ن

ت

المسيح الدجال أو الدجال الأعور هو لقب لرجل يعد ظهوره من علامات الساعة الكبرى عند المسلمين، والمقصود بالدجال الكذاب من الدَجَل والتغطية.المسيح الدجال هو شخصية يخرج في آخر الزمان أعطاه الله قدرات لكي يختبر الناس يخرج في مدينة اسمها {اصفهان} في قرية يهودية وتتبعه في هذه المدينة وحدها 70 الف من يهود الطيالسة يدعي هذا الرجل أنه رجل صالح ثم يدعي أنه ملك ثم يدعي أنه نبي وفي الاخير يدعي أنه الرب هدفه القدس لكنه سيموت في النهاية يقتل على يد النبي عيسى ابن مريم في مدينة اللد

يقول الإمام الرازي :

" وأمّا المسيح الدجّال فإنّما سُمّي مسيحاً لأحد وجهين أولهما: لأنّه ممسوح العين اليمنى، وثانيهما: لأنّه يمسح الأرض أي يقطعها في زمن قصير لهذا قيل لهُ: دجّال لضربهِ في الأرض وقطعهِ أكثر نواحيها، وقيل سُمّي دجّالاً من قوله: دَجَلَ الرجلُ إذا مَوَّه ولبَّس ".

 

إمام الرازي، تفسير كبير

محتويات

1 الدجال في الأحاديث

2 الصفات

3 مكان خروجه وحركته في الأرض ومقتله

4 الفتنة

5 الوقاية من الفتنة

6 أشد الأمة على الدجال

7 عند الأحمدية

8 عند اليهود

9 عند المسيحيين

10 مصادر

11 مراجع

12 وصلات خارجية

الدجال في الأحاديث

يقول فخر الدين الرازي في تفسير كبير:

لم يرد ذكر المسيح الدجال صراحة بالنص في القرآن لكن بعض المفسرين يرون أن هناك آيات تدل عليه في القرآن مثل الآية 158 من سورة الأنعام : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ)، بينما ورد ذكره صراحة في السنة النبوية المطهرة وذلك في عديد من الأحاديث مثل حديث تميم الداري

 

.

والمصادر الإسلامية في السيرة النبوية والأحاديث الصحيحة عن النبي محمد غنية بأخبار وأحاديث الدجال.

روي عن فاطمة بنت قيس أن رسول الله قال:

أنها قالت: سمعت نداء المنادي (منادي الرسول) ينادي الصلاة جامعة، فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله؛ وكنت في النساء اللواتي يلين ظهور القوم؛ فلما قضى رسول الله صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال: (ليلزم كل إنسان مصلاه). ثم قال:(أتدرون لما جمعتكم؟) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (والله إني ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال. حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهرا في البحر ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحر حين مغرب الشمس، فجلس في اقرُب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثيرة الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقالوا: (ويلك ما أنت؟)

فقالت: (أنا الجساسة)، قالوا: (وما الجساسة؟)

قالت: (أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق).

قال: (لما سمّت لنا رجلا فرِقنا منها أن تكون شيطانة).

قال: (فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير. فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد)

قلنا: (ويلك ما أنت؟) قال: (قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم؟)

قالوا: (نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حتى اغتلم فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفينا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقرُبها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا ندري قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنت؟ فقالت أنا الجساسة قلنا وما الجساسة؟

قالت اعمدوا إلى هذا الرجل بالدير. فإنه إلى خبركم بالأشواق. فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة)

فقال: (أخبروني عن نخل بيسان)

فقلنا: (عن أي شأنها تستخبر ؟)

قال: (أسألكم عن نخلها هل يثمر ؟)

قلنا: (نعم)

قال: (أما أنها يوشك ان لا يثمر).

قال: (أخبروني عن بحيرة طبرية. قلنا: (عن أي شأنها تستخبر؟)

قال: (هل فيها ماء؟)، قلنا: (هي كثيرة الماء)

قال: (إن ماءها يوشك أن يذهب).

قال: (أخبروني عن عين زغر).

قالوا : (عن أي شأنها تستخبر؟)

قال: (هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟)

قلنا له: (نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها).

قال: (أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟)

قالوا: (قد خرج من مكة ونزل يثرب)

قال: (أقاتلته العرب؟)

قلنا: (نعم)

قال: (كيف صنع بهم؟) فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه. قال لهم: (قد كان ذاك أما أن ذلك خير لهم أن يطيعوه، وإني أخبركم عني: أنا المسيح الدجال، وأني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان علي كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة أو أحداهما استقبلني ملَك بيده السيف صلتاً يصدني عنها وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها)

قالت فاطمة: قال رسول الله وطعن بمخصرته في المنبر: (هذه طيبة. هذه طيبة. هذه طيبة) يعني المدينة (ألا هل كنت حدثتكم ذلك

فقال الناس: (نعم) قال الرسول: (فإنه أعجبني حديث تميم فإنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة إلا أنه في بحر الشام أو في بحر اليمن لا بل من المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق وأومأ بيده الشريفة إلى المشرق)

روي في :

قال الرسول : ( يا أيها الناس! إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال، وإن الله عز وجل لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم وهو خارج فيكم لا محالة. فإن يخرج وأنا بين أظهركم فأنا حجيج لكل مسلم، وإن يخرج من بعدي فكل امْرِئٍ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم. وإنه يخرج من خلة بين الشام والعراق، فيعيث يمينا وشمالا. يا عباد الله! أيها الناس! فاثبتوا فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه قبلي نبي. إنه يبدأ فيقول: "أنا نبي ولا نبي بعدي" ثم يثني فيقول: "أنا ربكم" ولا ترون ربكم حتى تموتوا، وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور، وإنه مكتوب بين عينيه "كافر" يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب. وإن من فتنته أن معه جنة ونارا، فناره جنة وجنته نار، فمن ابتلي بناره فليستغث بالله وليقرأ فواتح الكهف، فتكون بردا وسلاما كما كانت النار على إبراهيم. وإن من فتنته أن يقول للأعرابي: "أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك ؟" فيقول: "نعم" فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان: "يا بني اتبعه فإنه ربك". وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها ينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين ثم يقول: "انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه" ثم يزعم أن له ربا غيري فيبعثه الله ويقول له الخبيث: "من ربك ؟" فيقول: "ربي الله وأنت عدو الله. أنت الدجال والله ما كنت قط أشد بصيرة بك مني اليوم". وإن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت. وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه فلا يبقى لهم سائمة إلا هلكت. وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه وأمده خواصر وأدره ضروعا. وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة لا يأتيهما من نقب من أنقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة، حتى ينزل عند الضريب الأحمر عند منقطع السبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى فيها منافق ولا منافقة إلا خرج إليه، فتنفي الخبيث منها كما ينفي الكير خبث الحديد، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص. قيل: فأين العرب يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل، وجلهم ببيت المقدس. وإمامهم رجل صالح. فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح. فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى، فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له: "تقدم فصل فإنها لك أقيمت". فيصل بهم إمامهم فإذا انصرف قال عيسى: "افتحوا الباب" فيفتحون ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج. فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هاربا. ويقول عيسى: "إن لي فيك ضربة لن تسبقني" فيدركه عند باب لد الشرقي فيقتله، فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله عز وجل يتواقى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة، إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق، إلا قال: "يا عبد الله المسلم. هذا يهودي فتعال اقتله". فيكون عيسى بن مريم في أمتي حكما عدلا وإماما مقسطا يدق الصليب ويذبح الخنزير ويضع الجزية ويترك الصدقة، فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض، وتنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده في في الحية فلا تضره وتضر الوليدة الأسد فلا يضرها ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها وتسلب قريش ملكها وتكون الأرض كفاثور الفضة تنبت نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم يجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم ويكون الثور بكذا وكذا من المال ويكون الفرس بالدريهمات. قالوا: يا رسول الله وما يرخص الفرس ؟ قال: لا تركب لحرب أبدا قيل: فما يغلي الثور قال: تحرث الأرض كلها. وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله السماء السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا يبقى ذات ظلف التهليل والتكبير والتحميد ويجزئ ذلك عليهم مجزأة الطعام )

الصفـــــــــــــــــــــــــات

عند ظهوره فهو رجل شاب جسيم هجان أحمر البشرة، رأسه أصلة أي تشبه رأس أفعى الأصلة، أجلى الجبهة عريض النحر، في رواية أنه قصير وأفحج أي متباعد ما بين الفخذين وفيه انحناء في ظهره، أعور العين اليمنى كأنها نخامة على حائط مجصص وكأنها عنبة طافية وفي روايات أن إحدى عينيه ممسوحة وعينه اليسرى عليها ظفرة غليظة ومكتوب على جبهته كفر أو كافر يقرؤها كل مؤمن قارئ أو غير قارئ، كما يروي في الآثار أنه عقيم لا يولد له، وهو أشبه الناس برجل يدعى عبد العزى بن قطن كما جاء في الأحاديث.

 

كما أن الحديث الذي قاله الرسول ﷺ الذي فيه تشبيه للدجال هو ((حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا سريج حدثنا فليح عن نافع عن ابن عمر قال -قال رسول الله أراني في المنام عند الكعبة فرأيت رجلا آدم كأحسن ما ترى من الرجال لمة قد رجلت ولمته تقطر ماء واضعا يده على عواتق رجلين يطوف بالبيت رجل الشعر فقلت من هذا فقالوا المسيح بن مريم ثم رأيت رجلا جعدا قططا أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة طافية كأشبه من رأيت من الناس بابن قطن واضعا يديه على عواتق رجلين يطوف بالبيت فقلت من هذا فقالوا هذا المسيح الدجال.)). في.كما قال المصطفى: ((حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا محمد بن سابق حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله أنه قــال:-قال رسول الله يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم فله أربعون ليلة يسيحها في الأرض اليوم منها كالسنة واليوم منها كالشهر واليوم منها كالجمعة ثم سائر أيامه كأيامكم هذه وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا فيقول للناس أنا ربكم وهو أعور وإن ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر كفر فهجاة يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب يرد كل ماء ومنهل إلا المدينة ومكة حرمهما الله إليه وقامت الملائكة بأبوابها ومعه جبال من خبز والناس في جهد إلا من تبعه ومعه نهران أنا أعلم بهما منه نهر يقول الجنة ونهر يقول النار فمن أدخل الذي يسميه الجنة فهي النار ومن أدخل الذي يسميه النار فهو الجنة قال ويبعث الله معه شياطين تكلم الناس ومعه فتنة عظيمة يأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس ويقتل نفسا ثم يحييها فيما يرى الناس لا يسلط على غيرها من الناس ويقول أيها الناس هل يفعل مثل هذا إلا الرب عز وجل قال فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام فيأتيهم فيحاصرهم فيشتد حصارهم ويجهدهم جهدا شديدا ثم ينزل عيسى بن مريم فينادي من السحر فيقول يا أيها الناس ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث فيقولون هذا رجل جني فينطلقون فإذا هم بعيسى بن مريم فتقام الصلاة فيقال له تقدم يا روح الله فيقول ليتقدم أمامكم فليصل بكم فإذا صلى صلاة الصبح خرجوا إليه قال فحين يرى الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء فيمشي إليه فيقتله حتى أن الشجرة والحجر ينادي يا روح الله هذا يهودي فلا يترك ممن كان يتبعه أحدا إلا قتله.)).

و قد أعتقد الناس زمن الصحابة أن ابن صياد هو الدجال.

 

وقد ثبت في الصحاح أن النبي كان يشك في شخصا من يهود المدينة يقال له صافي بن صياد أنه هو الدجال وعندما زاد وكثر شك النبي خرج بنفسه ليتأكد هل هذا الرجل فعلا هو الدجال أم لا؟ فخرج وخرج معه الفاروق عمر ابن الخطاب ووصل إلى حصن ابن صياد. قال عمر : فتعجبت عندما رأيت النبي يتخفى خلف الأشجار وينتقل مسرعا من شجرة إلى أخرى حتى وصل بالقرب من ابن صياد وكان مستلقيا على الأرض يتمتم بكلمات لا تفهم فأخذ النبي ينصت له محاولا ان يفهم ما يقول دون فائدة وبينما هم كذلك خرجت من البيت أم ابن صياد وصاحت تقول يا صافي هذا محمد فثار ابن صياد فقال النبي لو تركته (أي لو لم تصيح) لظهر لي أمره وبانت حقيقته هل هو الدجال أم لا. فقام النبي يسأله يا بن صياد أتشهد أني رسول الله فقال أشهد بأنك رسول الأمين وقال أبن صياد للنبي أتشهد بأني رسول الله (والعياذ بالله) فقال آمنت بالله ورسله، آمنت بالله ورسله ثم قال : يا بن صياد قد خبأت لك خبأه (والمعنى أنني اخترت لك كلمه في نفسي حاول أن تعرف ما هي) فقال ابن صياد " الدخ.. الدخ.. الدخ " فقال له النبي (أخسأ فلن تعدو قدرك) ثم أن عمر سأل النبي ما خبأت له يارسول الله فقال: خبأت له كلمة " الدخان " وعرف أبن صياد نصفها عندما قال " الدخ.. الدخ " فقال عمر يارسول الله دعني أقطع عنقه فقال : دعه يا عمر فإذا كان هو الدجال فلن تسلط عليه وإذا لم يكن هو فلا خير لك في قتله. فانتشر أمر ابن صياد وشكوك النبي فيه بين الناس حتى أن عمر بن الخطاب كان يقسم أمام النبي أنه هو الدجال والنبي لا ينكر عليه. فقام الناس يحذرون أبن صياد. وعن زيد بن وهب قال: (قال أبو ذر لأن أحلف عشر مرات أن ابن صياد هو الدجال أحب إليّ من أن أحلف مرة واحد أنه ليس به) رواه أحمد. وبعد وفاة النبي روى عبد الله ابن عمر ابن الخطاب حادثة حدثت له مع ابن صياد وذلك أن أبن صياد قد كثر ماله وولده حتى أصبح من أكثر الناس مالا وولدا فرآه عبد الله ابن عمر ومعه مجموعة من الصحابة في أحد أزقة المدينة وإذا ابن صياد قد أصبح أعور فتوجه إليه ابن عمر وقال له متى فعلت عينك ما أرى يا بن صياد؟ فقال لا أدري قمت ووجدتها هكذا فقال له ابن عمر لا تدري عن عينك وهي في رأسك! فقال أبن صياد لو شاء الله لجعلها في عصاك فغضب عليه ابن عمر وضربه بالعصا التي كانت معه عندها غضب ابن صياد غضبا شديدة وانتفخ انتفاخه عجيبة لم نر مثلها قال ابن عمر : فتوجهت بعدها إلى بيت أختي حفصة ا (أم المؤمنين وزوج النبي ) وأخبرتها ماحدث لي مع ابن صياد فلامتني على ذلك وقالت لي ألا تعلم أن النبي قد أخبرنا أن الدجال يخرج من غضبة يغضبها. ولكن مع تقدم الأيام أسلم صافي أبن صياد وذهب حاجاً إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة وذكر ذلك في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري قال : بينما نحن في طريق العودة إلى المدينة من الحج توقفنا وتفرق الناس للراحة ولم يبقى عندي إلا ابن صياد فأستوحشت منه وقلت له لو ذهبت إلى ذلك الظل أريـد أن أبعده عني فلما ذهب ووضع متاعه بعيدا عني رجع إلي ومعه لبن يريدني أن أشرب منه فقلت له أن الحر شديد وهذا اللبن حار لا أريد أن أشربه ومابي من شيء إلا أنني أكره أن أشرب من يده فجلس بجانبي وقال لي يا أبا سعيد لقد هممت أن آخذ حبلاً وأعلقه في شجرة وأخنق نفسي فيه مما يقول عني الناس بأني أنا الدجال وأنت من صحابة النبي ولا تخفى عليك أحاديثه وهو الذي قال أن الدجال كافرا وانا مسلم وأن الدجال لا يدخل مكة أو المدينة وانا غير ذلك وأن الدجال لا يولد له وأنا لدي الأولاد أما والله أني لا أعلم الدجال ولا أعلم اين هو فقال له أبا سعيد : أيسرك أنك أنت الدجال فقال ابن صياد لو عرض علي لما كرهت. رواه مسلم

وأيضا: ((حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قــال:-أقبلنا في جيش من المدينة قبل هذا المشرق قال فكان في الجيش عبد الله بن صياد وكان لا يسايره أحد ولا يرافقه ولا يؤاكله ولا يشاربه ويسمونه الدجال فبينما أنا ذات يوم نازل في منزل لي إذ رآني عبد الله بن صياد جالسا فجاء حتى جلس إلي فقال يا أبا سعيد ألا ترى إلى ما يصنع الناس لا يسايرني أحد ولا يرافقني أحد ولا يشاربني أحد ولا يؤاكلني أحد ويدعونني الدجال وقد علمت أنت يا أبا سعيد أن رسول الله قال إن الدجال لا يدخل المدينة وإني ولدت بالمدينة وقد سمعت رسول الله يقول إن الدجال لا يولد له ولد وقد ولد لي ولد فوالله لقد هممت مما يصنع بي هؤلاء الناس أن آخذ حبلا فأخلو فأجعله في عنقي فأختنق فأستريح من هؤلاء الناس والله ما أنا بالدجال ولكن لو شئت لأخبرتك باسمه واسم أبيه واسم أمه واسم القرية التي يخرج منها.)).

وأيضا: ((حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قــال:-حججنا فنزلنا تحت ظل الشجرة وجاء ابن صائد فنزل إلى جنبي قال فقلت ما صب الله هذا علي فجاءني فقال يا أبا سعيد أما ترى ما ألقى من الناس يقولون أنت الدجال أما سمعت النبي يقول إن الدجال لا يولد له ولا يدخل المدينة ولا مكة وقد جئت الآن من المدينة وأنا هو ذا أذهب إلى مكة وقد قال حماد وقد دخل مكة وقد ولد له ولد حتى رققت له ثم قال والله إن أعلم الناس بمكانه الساعة أنا فقلت تبا لك سائر اليوم.))

مكان خروجه وحركته في الأرض ومقتله

قبل خروج الدجال مباشرة وكما ورد في الأحاديث فإن معركة كبيرة (الملحمة الكبرى) يُعتقد أنها بقيادة المهدي ستقع في بلاد الشام بين المسلمين وفسطاطهم بدمشق، وبين المسيحيين الروم في مكان ببلاد الشام يسمى بالأعماق أو مرج دابق قرب حلب بعد غدر الروم ونقضهم الهدنة (يرى بعض الباحثين أنها قد تكون معركة أرمجدون الفاصلة بين الخير والشر والتي يؤمن بها اليهودوالمسيحيون والمذكورة في الكتاب المقدس) ومن رأي بعض الأحاديث أن المسلمين والمسيحيين سيقاتلون عدوا ما لم يذكر الرسول من هو وينتصرون عليه بإذن الله ثم يغدر بهم فينتصرون ثم يصلون إلى روما ويفتحوها.، حيث يصالح المسلمون الروم صلحا آمنا ويشتركون معا في مقاتلة عدو من ورائهم فينتصرون ويغنمون ثم يعودون إلى مرج ذي تلول أي أرض خضراء يكثر فيها النبات عند دابق قرب حلب فيرفع رجل من الروم الصليب ويقول: غلب الصليب، فيغضب رجل من المسلمين، فيقوم إليه فيقتله فعند ذلك يغدر الروم ويجتمعون للملحمة ويعدون لها في 9 أشهر، فيأتون تحت ثمانين راية، تحت كل راية اثنا عشر ألفًا أي أن تعداد جيشهم 960 ألفا ويخرج لهم جيش المسلمين من المدينة من أخيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله، لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله، وروي أنه يكون عند ذاك القتال ردة شديدة فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيبقى هؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون ثم يبقى هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، فإذا كان اليوم الرابع نهض إلى جيش المسلمين بقية أهل الإسلام فيجعل الله الدائرة على الروم المسيحيين فيقتتلون مقتلة قيل أنه لا يرُى مثلها حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتًا ويعد الرجل من تبقى من عائلته أو قبيلته كانوا مائْة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد، فلا يفرح أحد بغنيمة عنئذ أو ميراث، ويفتتح جيش المسلمين وضمنهم 70 ألف من بني إسحاق كما جاء في الحديث مدينة القسطنطينية ومدينة روما بالتكبير والتسبيح وبينما هم كذلك إذا سمعوا الصريخ وهو إبليس يقول أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم وأهليهم (وهي كذبة فلم يكن قد خرج بعد) فيتركون ما في أيديهم ويُقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة للاستطلاع قال رسول الله : "إني لأعلم أسماءهم وأسماء آبَائِهم وألوانَ خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذٍ"، وفي رواية أن الملحمة الكبرى وفتحُ القسطنطينية وخروجُ الدجال في 7 أشهر وفي أخرى 6 سنوات يخرج الدجال في السابعة.

ويقول ابن كثير في كتاب البداية والنهاية: " يؤذن لهُ في الخروج في آخر الزمان بعد فتح المسلمين مدينة الروم المسماة بقسطنطينية فيكون بدء ظهورهِ من أصفهان من حارة منها يقال لها اليهودية وينصره من أهلها سبعون ألف يهودي عليهم الأسلحة والتيجان وهي الطيالسة الخضراء، وكذلك ينصره سبعون ألفًا من التتار وخلق من أهل خراسان فيظهر أولاً في صورة رجل صالح ثم في صورة ملك من الملوك الجبابرة ثم يدعي النبوة ثم يدعي الربوبية، فيتبعه على ذلك الجهلة من بني آدم والطغام من الرعاعٍ والعوام، ويخالفه ويرد عليه من هدى الله من عباده الصالحين وحزب الله المتقين، يأخذ البلاد بلدًا بلدًا وحصنًا حصنًا وإقليمًا إقليمًا وكورة كورة، ولا يبقى بلد من البلاد إلا وطئه بخيله ورجله غير مكة والمدينة "

وأيامه منذ ظهوره إلى نهايته هي 40 سنة وفي رواية 40 يوما، يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع وسائر أيامه مثل الأيام العادية وفي رواية وآخر أيامه كالشررة يصبح أحدكم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسي فقيل له يا رسول الله كيف نصلي في تلك الأيام القصار قال تقدرون فيها الصلاة كما تقدرونها في هذه الأيام الطوال ثم صلوا.

وسرعة تحركه في الأرض كالغيث (المطر) أستدبرته الرياح، ويقال أن له حمار يركبه عرض ما بين أذنيه 40 ذراعا.

 

" يتبع الدجال 70 ألفًا من يهود أصفهان الواقعة اليوم في إيران "

يظهر من قبل المشرق وتحديدا في مكان أو خلة بين الشام والعراق فيخرب ويعيث فساداً في الأرض يمينا ويسارا، في أحاديث أنه يظهر من إقليم خراسان، ويؤمن به ويتبعه 70 ألفا من يهود أصفهان عليهم الطيلسان وكلهم ذو سيف محلى وساج، كما يتبعه ويؤمن به أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة، إضافة للمنافقين من المسلمين حيث للحديث الذي رواه ابن ماجه: "ينشأُ نشءٌ يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، كلما خرج قرن قطع، حتى يخرج في عراضهم الدجال"

ويهرب الناس منهُ إلى الجبال كما جاء في الحديث في صحيح مسلم: ليفرن الناس من الدجال في الجبال. قالت أم شريك: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: هم قليل.

ويسير الدجال بجيوشهِ قادما من الشرق قاصدا غزو المدينة المنورة ويلتف حولها فيصعد جبل أحد فيطلع فينظر إلى المدينة فيقول لأصحابه : (ألا ترون هذا القصر الأبيض، هذا مسجد أحمد) ثم يأتي المدينة فيجد بكل نقب من نقابها ملكا مصلتا ويقيم مقرا له في الضريب الأحمر عند سبخة الجرف فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه فتخلص المدينة وتفني الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص كما سماه الرسول ويحاول دخولها لكنه يفشل فالملائكة تمنعه من ذلك ولا يدع الدجال مكانا أو قرية في الأرض إلا دخلها وغزاها ووطئها في فترة زمنية هي 40 ليلة، إلا مكة والمدينة فهما محرمتان عليه.

وجاء في الحديث عن مسلم وأحمد : تغزون جزيرة العرب، فيفتحها الله عز وجل، ثم فارس، فيفتحها الله عز وجل، ثم تغزون الروم، فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله.

ويحارب المسلمون الذين طالبهم رسول الله بالثبات - كما ورد في الحديث (يا عباد الله فاثبتوا) - جيش الدجال على ضفاف نهر الأردن بحيث يكون المسلمون شرق النهر والدجال غربه وأشد المسلمين عليهِ هم من قبيلة بني تميم، ويحاصر الدجال بقيتهم في جبل الدخان بالشام وبينما هم كذلك ينزل المسيح عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ليقود المسلمين حكما عدلا وإماما مقسطا والعرب هم يومئذ قليل وأكثرهم ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم فيرجع ذلك الإمام ينكص ليتقدم عيسى يصلي بالناس فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول لهُ: (تقدم فصل فإنها لك أقيمت) فيصلي بهم إمامهم وبعدها يقول عيسى: (افتحوا الباب) فيفتح ووراءه الدجال، وليقوم بتتبع الدجال الذي يفر منهُ ويذوب مثل الملح ما أن يراه، ويقول عيسى: (إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها) فيدركه عند (باب اللد الشرقي) فيقتله ويري المسلمين دمه في حربته فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة إلا قال يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال أقتله إلا الغرقد فإنها من شجرهم لا تنطق، ثم يَمْكُثُ عيسى في الأرض أربعين سنة إمامًا عادِلاً وحَكَمًا مُقْسطًا.

الفتنة

روي عن عمران بن حصين في

:

قال رسول الله : (ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجّال)

 

روي عن علي بن أبي طالب في

:

ذكرنا الدجال عند النبي وهو نائم فاستيقظ محمرا لونه فقال: (غير ذلك أخوف لي عليكم.)

 

وجاء في تفسير هذا الحديث في صحيح مسلم: المراد: ليس هنالك أكبر فتنة منه.

يبدأ فيقول أنا نبي ولا نبي بعدي، ثم يثني فيقول أنا ربكم ويقول الرسول محذرا : لا ترون ربكم حتى تموتوا.

معه جنة ونارا فناره جنة وجنته نار فمن ابتلي بناره فليستغث بالله وليقرأ فواتح الكهف فتكون عليه بردا وسلاما كما كانت النار على إبراهيم.

معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تأجج فإما أدركن أحدا منكم فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض ثم ليطأطئ رأسه فليشرب فإنه ماء بارد.

حدثنا عبدان أخبرني أبي عن شعبة عن عبد الملك عن ربعي عن حذيفة عن النبي قال في الدجال إن معه ماء ونارا - فناره ماء بارد وماؤه نار قال أبو مسعود أنا سمعته من رسول الله.صحيح البخاري

وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان؛ أحدهما، رأي العين ماء أبيض، والآخر، رأى العين، نار تأجج، فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارًا، وليغمض، ثم ليطاطئ رأسه فيشرب منه، فإنه ماء بارد، وإن الدجال ممسوح العين، عليها ظفرة غليظة، مكتوب بين عينيه كافر، يقرأه كل مؤمن كاتب وغير كاتب.

يقول الدجال للرجل من أهل البادية : أرأيت إن بعثت إبلك ضخاما ضروعها عظاما أسنمتها أتعلم أني ربك فيقول نعم فتتمثل له الشياطين على صورة إبلة فيتّبعه، ويقول للرجل : أرأيت إن بعثت أباك وابنك ومن تعرف من أهلك، أتعلم أني ربك ؟ فيقول نعم. فتتمثل له الشياطين على صورهم فيتبّعه.

وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه وأمده خواصر وأدره ضروعا.

يأتي الخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فينصرف منها فيتبعه كيعاسيب النحل.

حدوث مجاعة شديدة يكفي المؤمنين وقتها التكبير والتسبيح والتحميد.

المؤمن الذي يتحدى الدجال : حيث يخرج رجل مؤمن شاباً ممتلئاً شباباً من المسلمين متوجها نحو الدجال عند خروجه فيتلقاه جيش الدجال فيأخذونه إلى الدجال فإذا رآه المؤمن

قال : (يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكره رسول الله )

فيأمر الدجال به فيشبح فيقول: (خذوه وشجوه) فيوسع ظهره وبطنه ضربا

قال ويقول له : (أوما تؤمن بي ؟)

فيرد المؤمن : (أنت المسيح الكذاب)

فيأمر الدجال به فيينشر بالمئشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه ثم يمشي الدجال بين القطعتين

ثم يقول له : (قم) وفي رواية يقول : (يقول انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه الآن ثم يزعم أن له ربا غيري)

فيبعثه الله فيستوي قائما

فيقول له الدجال : (أتؤمن بي ؟)

فيقول: (ما ازددت فيك إلا بصيرة)

ثم يقول المؤمن : (يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس)

فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا فلا يستطيع إليه سبيلا

قال فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار وإنما ألقي في الجنة و هذا الرجل أعظم الناس شهادة عند رب العالمين.

 

الوقاية من الفتنة

حفظ أول وفي رواية آخر عشر آيات من سورة الكهف وقرائتها عند رؤيته والفرار من وجهه وعدم إتيانه عند السماع به كما ورد عن النبي.

تقوية الإيمان بالله عز وجل.

روي عن ابن عباس في [[

]]:

أنّ رسول الله كان يُعلِّمهم هذا الدُّعاء كما يُعلِّمهم السورة من القرآن، يقول: (قولوا " اللَّهمَّ إنّي أعوذُ بك من عذاب جهنَّم، وأعوذُ بك من عذاب القبر، وأعوذُ بك من فتنة المسيح الدجّال، وأعوذُ بك من فتنة المَحْيا والمَمات).

 

وقال مسلم بن الحجّاج: بلغني أنّ طاووسًا وهو راوي هذا الحديث عن ابن عباس قال لابنه: " أدَعَوتَ بها في صلاتك ؟ قال: لا، قال: أعِدْ صلاتك ".

وجزم الإمام ابن حزم الظاهري بفرضيّة قراءة هذا التعوُّذ بعد الفراغ من التشهُّد كما في كتابه (المحلّى) أخذًا من ظاهر حديث أبي هريرة.

يقول العلاّمة السَّفاريني في شرح منظومته في العقيدة الإسلامية المُسَمّى (لوامع الأسرار البهيَّة):

:" ينبغي لكلِّ عالم أن يَبُثَّ أحاديث الدّجال بين الأولاد والنساء والرجال، ولا سيَّما في زماننا هذا الذي اشرأبت فيه الفتن وكَثُرَت فيه المحن، واندرست فيه معالم السُّنَن، وصارت السُّنَّة فيه كالبدع شرع يُتَّبع "

 

اللجوء إلى مكةوالمدينة حيث لا يدخلها الدجال.

روي أن رسول الله قال:

قال رسول الله : (المدينة يأتيها الدجال فيجد الملائكة يحرسونها فلا يقربها الدجال ولا الطاعون إن شاء الله)

قال رسول الله :(ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فيخرج الله كل كافر ومنافق).

 

أشد الأمة على الدجال

فقد ورد في الحديث الصحيح المتفق عليهِ عن أبي هريرة قال: لاَ أَزَالُ أُحِبّ بَنِي تَمِيمٍ مِنْ ثَلاَثٍ. سَمِعْتُهُنّ مِنْ رَسُولِ اللّهِ ﷺ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ ﷺ يَقُولُ: "هُمْ أَشَدّ أُمّتِي عَلَىَ الدّجّالِ" قَالَ: وَجَاءَتْ صَدَقَاتُهُمْ فَقَالَ النّبِيّ ﷺ: "هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمِنَا" قَالَ: وَكَانَتْ سَبِيّةٌ مِنْهُمْ عِنْدَ عَائِشَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ: "أَعْتِقِيهَا فَإِنّهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ". وهذا الحديث فيهِ منقبة عظيمة لقبيلة بني تميم حيث وصفهم النبي محمد بالشجاعة وشدة البأس على الدجال، وذلك في قتالهم مع المسلمين له

عند اليهود المسيح الدجال (يهودية)

الماشيح في الدين اليهودي هو إنسان مثالي من نسل الملك داود (النبي داود في الإسلام)، يبشر بنهاية العالم ويخلص الشعب اليهودي من ويلاتهِ. والأحداث المتوقعة عند وصول الماشيح حسب الإيمان اليهودي تشابه أحداث يوم القيامة في الإسلاموالمسيحية، وتتشابه النبوءات التي يعتقد بتحققها اليهود مع بعض الأحداث المتوقع حصولها بحقبة المهدي في الإسلام وكذلك بعض صفاته في أنه الشخص المثالي الذي يترقبه العالم بأسره.

انتظار مجيء الماشيح هو أحد مبادئ الإيمان اليهودي حسب "قائمة المبادئ الثلاثة عشر" التي ألفها موسى بن ميمون، وهو من كبار الحاخامات اليهود في العصور الوسطى

عند المسيحيين عدو المسيح

يعتقد بعض الباحثين أنه تم ذكر المسيح الدجال في الكتاب المقدس الإنجيل في سفر الرؤيا وهو المسمى بالوحش الذي يتكلم بالإلحاد والعظائم على الله ويحارب القديسين ويكون الحاكم في الإمبراطورية الرومانية الجديدة كما يرى بعض المفسرين.

الخميس، 20 أبريل 2023

ج1.وج2.كتاب الأمثال مؤرخ السدوسي

ج1.كتاب الأمثال مؤرخ السدوسي

بسم الله الرحمن الرحيم كتبت من خط أبي العباس بن الفرات. وأخبرني الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي، قرئ عليه وأنا أسمع. قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف العلاف، قراءة عليه، فأقر به. قال: حدثني أبي رحمه الله؛ قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمران بن موسى الحذاء، قراءة عليه في جامع المدينة، يوم الجمعة بعد الصلاة، سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، في شهر رمضان. قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عليل العنزي. بسر من رأى. قال: حدثنا أبو علي إسماعيل بن أبى محمد يحيى بن المبارك اليزيدي، في سنة ثلاث وستين ومائتني، بسر من رأى، في دار سليمان بن وهب. قال: أخبرني المؤرخ بن عمرو السدوسي أبو فيد؛ قال: 1 - العرب تقول: " اقدح وأنت مسترخ، اقدح بدفلى في مرخ " .
قال: بلغ من كثرة نار المرخ، أن الريح تهب، فيحك بعضه بعضاً فيورى، تخرج منه النار. ومثله العفار والدفلى. قال الأعشى:
زِنَادُكَ خَيْرُ زِنَادِ المُلُو ... كِ وَافَقَ مِنْهُنَّ مَرْخٌ عَفَارَا
وَلَوْ كُنْتَ تَقْدَحُ في صَخْرَةٍ ... بِنَبْعٍ حَصَاةً لأوْرَيْتَ نَارَا
والنبع أقل الشجر نارا. والزند: عود مثل السواك، يفرض له في الزندة، وهي عود إصبعان، فيفرض له فيه، حتى يتمكن العود الأعلى، الذي يقال له: الزند، في الزندة الأسفل، فيقدح له في الفرض، فيأكل كل واحد منهما صاحبه، حتى يحترق طرف الزند، وما مس من الزندة، وينقص الأعلى حتى لا يستطاع أن يقدح به؛ وذلك إذا ألح عليهما القادح، وكثر استعماله إياهما. قال ابن حرد التغلبي:
يُعَلَّلُ والأيامُ يَنْقُصْنَ عُمْرَهُ ... كما تَنْقُصُ النِّيرانُ من طَرَفِ الزَّندِ
2 - وتقول العرب: " ورت بك زنادي " و " ورت بك ناري " .
ويقولون: " وريت بك زنادي " و " أوريت بك زنادي " . قال الشاعر لكعب بن زهير بن تميم التغلبي:
وَرَتْ بِكَعْبِ بن زُهَيرٍ نارِي
ساعَةَ تبدو أسْوُقُ العَذَارِى
وقال الأسود بن يعفر لبني محلم بن ذهل بن شيبان:
قُلَ لِبَنِي مُحَلَّمٍ يَسِيرُوا
بِذِمَّةٍ يَسْعَى بها مَذْعُورُ
لا قَدْحَ بَعد اليوم إنْ لَمْ تُورُوا
وذلك أن أخاه " حطائطاً " قتلته بنو يشكر، فذكر أنه قتل في جوار بني قيس، فاستنجدهم فلم يدركوا له، واستنجد بني محلم، فسعوا له، فأدركوا. وإنما قال:
لا قَدْحَ بَعْد اليوم إنْ لَمْ تُورُوا
يقول: لا أستعين بأحد بعدكم.
3 - " قبل الرماء تملا الكنائن " ؛ يقول: خذ أهبة الأمر، قبل أن ينزل بك. قال الأعشى لمالك بن سعد بن ضبيعة:
كَفَى قَوْمَهُ شَيْبانَ إنَّ عَظِيمَةً ... متى ما تَحِنْ تُؤْخَذْ لها أهَباتُها
4 - " معترض لعنن لم يعنه " . والعنن، عنن الدابة: الشوط. وعنن الكلام: أن يتكلم أول كلامه. قال شفاء بن نصر الدارمى:
إنَّ لهم بَعْدَ الجِرَاء والعَنَنْ
سَبًّا إذا ما ظَهَرَ السَّبُّ بطَنْ
5 - وتقول العرب: " قد بلغ السيل الزبى " . وهو أن يبلغ الأمر منتهاه. والزبية غير القترة؛ الزبية تحفر للأسد، فيصاد فيها، وهي ركية بعيدة القعر. إذا وقع فيها لم يستطع الخروج منها لبعد قعرها، يحفرونها ثم يوضع عليها اللحم، وقد غموها بما لا يحمله، فإذا أتى اللحم انهدم غماء الزبية. وأما القترة والناموس والبرأة، فإنها حفيرة يحتقرها القانص، ويطرح عليها الشجر، ويحتفرها على موارد الوحش، فإذا وردت رمي من قريب. قال أبو النجم، وهو يصف القترة:
بات إلى قُتْرَتِه طَلِيحَا
كالسِّيدِ يخفي شخَصْهُ والرِّيحَا
والنَّفَسَ العالَيِ والتسْبِيحَا
يأخذ فيه الحّيَة النَّبُوحا
ثم يبيت عنده مسدوحا
المسدوح: المقتول.
مهشم الهامة أو مذبوحا
في لجف غمده الصفيحا
وخشب سطحة تسطيحا
والطين من كفيه والتمسيحا
وقال:
في قُتْرَةٍ لَجَّفَ من أقْباِلَها
7 - وتقول العرب: " أمر قضي بليل " و " أمر صرم بليل " .
8 - وتقول العرب: " أصابهم راغية البكر " . يعني بكر ثمود.
وقال الأخطل:
وَإنْ تَذْكُرُوها في مَعَدٍّ فإنَّما ... أصابَكَ بالثَّرْثارِ رَاغِيَةُ البَكْرِ
وقال الأعشى:

قَفّى عَلَى إثْرِهِمُ قُدارُ أي على جميعهم.
وقال راشد بن شهاب:
وقلتُ لقيسٍ إنَّك اليومَ كائِنٌ ... علينا كما قَفَّى قُدارٌ عَلَى إرَمُ
وقدار: أحمر ثمود. وتقول له العرب: أحمر عاد.
وقال زهير بن أبي سلمى:
و تُنْتَجْ لكم غِلْمانَ أشْأَمَ كلًّهُمْ ... كأحْمَرِ عادٍ ثم تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ
9 - " ترك ظبي ظله " .
10 - و " مشترى سهر بنوم " .
11 - ويقولون: " أنا إذا كراعي المعزى " ؛ وذلك أن راعياً كان إذا خرج أهله للميرة، قال: أنا أخرج لميرتكم، فيأبون عليه فلما أكثر عليهم أخرجوه، فصادف حرا شديدا، فلما رجع أتى معزاه، قبل أن يأتي أهله، فقال:
لَعَمْرِي لَقَدْ رَدَّ الهَوَاجِرُ والسُّرَى ... لِمِعْزَايَ مِنِّي خَيْرَ رَاعٍ وحَالِبِ
فضربوا به المثل.
12 - " خامري حضاجر " . وإنما قيل للضبع: حضاجر؛ لعظم بطنها. وطب حضجر، للعظيم الملآن. ويقال لها إذا أكلت الحمض وشربت: حضاجر. وقال الراجز:
إنِّى سَتُرْوِى عَيْمَتي يا سَالِمَا
حَضَاجِرٌ لا تَقْرَبُ المَوَاسِمَا
وإنما قيل للرجل الواهن: " خامري حضاجر " و " خامري أم عامر " ؛ لأنها أحمق السباع؛ ولن الرجل يدخل عليها في خمرها، وهو جحرها وغارها؛ فيقول: ليست هاهنا! ليست هاهنا! خامري أم عامر. يقول: لا تخرجي من خمرك، أثبتي في خمرك، فتغمض عينها حتى يربطها، ثم يخرج عنها فيجترها، فقيل للواهن الحمق مثل ما قيل لها. وقيل ذلك للجبان؛ لأنه لم يكن عنده دفع، فضربوها له مثلا؛ لحمقها ووهنها.
ومما لم يكن عنده دفع، فضربوها له مثلا؛ لحمقها ووهنها.
ومما قالت العرب فيها وفي حمقها: أنها أبصرت نارا على " كرى " وهي " بجلدان " . و " كرى " و " جلدان " موضعان، بينهما مسيرة ليلة؛ فقالت: وح وح، قد كنت قبلك قرة.
وزعموا أنها أخذت حملا لرجل، فذهبت به إلى غارها، فأكلته هي وصاحبة لها، ثم أصبحت، فتشرقت بفناء غارها، ووضعت رأسها في حجر صاحبتها تفليها، فأقبل صاحب الحمل ومعه الرمح فقالت أختها: هذا رجل مقبل، فقالت الضبع:
لَوْ أَنَّ ذا المُقْبِلَ من خُطَّابي
مِنْ بَعْضِ مَنْ يُعْجُبِهُ شَبَابي
وَهَمَشِى باللَّيْلِ واكْتِسَابي
فلما دنا منها الرجل، ومعه الرمح خرقت، وغمضت عينها، وقالت: كن حلما كنه، فطعنها فقتلها.
وذكروا أنها التقطت خشفا، فطلبته الظبية، فوجدته معها، فقالت الظبية: ولدي، وقالت الضبع: ولدي. فاختصما إلى الضب أبي الحسيل، وكان حكم السباع، فقالت كل واحدة منهما: ولدي، فأعطى كل واحدة منهما كف قمح، وقال: كلاه حبة حبة، وارقبا النجوم، فإذا أصبحتما فأخبراني أين سقطت النجوم؟ فأما الظبية فأكلت حبة حبة، كما أمرها ورقبت النجوم، وأما الضبع فإنها قمحته ونامت. فلما أصبحتا، قال للضبع: أين سقطت النجوم؟ قالت: ذهبت خذع مذع، ذا طار وذا وقع. وقال للظبية: كيف ذهبت النجوم؟ قالت: ذهبت غورا مورا، غير بنات نعش شتون طورا، فدفع إليها ابنها.
وهي التي أبصرت الظبية على حمار، فقالت: أردفيني، فأردفتها، فقالت: ما أفره حمارك! ثم سارت يسيرا، فقالت: ما أفره حمارنا! قالت لها الظبية: انزلي قبل أن تقولي: ما أفره حمارى! فأنزلتها.
ووجدت الضبع تمرة، فاختلسها الثعلب فأكلها، فلطمته، فلطمها، فتحاكما إلى الضب، فقالت: يا أبا الحسيل! قال: سميعا دعوت. قالت: أتيناك نحتكم إليك. قال: في بيته يؤتى الحكم. قالت: إني التقطت تمرة.
قال: حلوا اجتنيت. قالت: إن الثعلب أخذها فأكلها. قال: حظ نفسه بغى.
قالت: فلطمته. قال: أسفت. قالت: فلطمني. قال: حر انتصر. قالت: اقض بيننا. قال: حدث حديثين امرأة، فإن أبت فأربعة. فصار جوابه إياها مثلا.
ويقال فيها: " إن الضبع تأكل العظام، ولا تدري ما قدر استها " . وهي مع حمقها ووهنها شر السباع بقية؛ لن الذئب والأسد إنما يأكلان في بطونهما، و إنها تقتل المسنة والبهمة وما بينهما، فتقتل ثلاثين، وتأكل واحدة؛ ألا ترى الحطيئة حين هجا الزبرقان. قال لامرأته، وهي شريفة الأب والنفس، وهي هند بنت صعصعة بن ناجية بن عقال:
هَلاَّ غضِبْتَ لِبَيْتِ جَا ... رِكَ إذُ تُهَتَكَهُ حَضاجِرْ
وهي أخبث السباع وأعيثه.
دعا رجل على شاء رجل، فقال:
اصْبُبْ على أولئك الأغنِامِ

سَمَيْدَعاً مُعَاوِدَ الإقْدَامِ
أو جَيْئَلاً ظَلَّتْ بذاتِ هامِ
في غارها الأيْسَرِ ذِي العِظَامِ
سافِلَة اللُّبِّ إلى البِهامِ
تَعْمدُ للشَّوَاخِصِ العِظامِ
كأنَّ أعلى شِدقها اللُّؤامِ
فَرْغَانِ مالا ذَقِنا الإيذامِ
تَلُفُّهُ مُدْلَمَّسَ الظلامِ
لَفَّ الْعَجُوزِ قَرَدَ القُمامِ
13 - وتقول العرب: " عيثى جعار " ؛ يقال ذلك للرجل المفسد.
قال: القحيف العقيلي:
عاثَتْ في العَتِيق بنوِ قُشَيْرٍ ... كَعَيْث جَعَارِ في أخْرَى الرُّخالِ
خَنَائي يأكلون التمر لَيْسُوا ... بزَوُجاتٍ يَلِدْنَ ولا رِجالِ
وسال سيل بالضبع، فطرحها في البحر، ففتحت عينها وقالت: وذا ماء! 14 - " عطر منشم " حدثنا الحسن بن عليل، قال: حدثنا أبو علي إسماعيل، قال: حدثني أبو فيد، قال: حدثني رجل من بني عبادة بن عقيل، كان ظريفا فصيحا، قال: أهديت امرأة يقال لها منشم، إلى رجل، فلما خلا بها امتنعت منه، فشجها فخرجت على نسائها مدماة، فقلن: بئس ما عطرك زوجك، ثم جعلته العرب مثلا؛ فقال الأعشى:
أرانِي وعمراً بيننا دَقُّ مَنْشَم ... فلم يَبْقَ إلاَّ أَنْ يُجَنَّ وَأكْلَبا
وقال زهير:
تَدَارَكْتُماَ عَبْساً وذُبْيانَ بعدما ... تفانَوْا ودَقُّوا بينهم عِطْرَ مَنْشَمِ
فلما جعله عطراً، جعله مدقوقا.
15 - " أروغ من ثعلب " . قال النابغة الجعدي:
وَبَعْضُ الأخِلاَّءِ عند البَلاَ ... ءِ والرُّزْءِ أرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبِ
16 - " لم يحرم من فصد له " . قال أبو فيد: أكثر ما سمعنا بتسكين الصاد، ومنهم من يجرها، فيقول: فصد له. والفصد: أن يملأ المصير دما، من وداج بعير أو فرس، ثم يشوي فيؤكل. وقال جرير:
أكلوا الفصيدَ فصيدَ أيْرِأ بِيهمُ ... أو حَيْضَ بَرْزَةَ فالسِّبَالُ دَوَامِ
وكانت عنزة أسروا حاتم طيء، فغزت رجالهم، وترك مع النساء والضعفة من الرجال، فقالوا: أتحسن تغير؟ فقال: إذا لمع البشير. وإنما قالوا له: أتحسن تفتل الحبل. يقال: أغرته إذا فتلته. ثم قالوا له: افصد لنا، فقام إلي ناقة فعقرها، فقالوا له: أهكذا الفصد؟ وأوجعوه ضربا.
قال: هكذا فزدي أنه، يريد: فصدي أنا.
17 - " ولدك من دمي عقبيك " .
18 - وكذلك: " لا يرحل رحلك من ليس معك " .
19 - " اليوم ظلم " . جاء رجل بإبله عطاشا، وقد قرى له، فوجد قوما قد سقوا على مائة، الذي قراه فراطه، فسقوا ومنعوه السقى وكثروه؛ فقال:
خَلُّو سَبِيلَ الوِرْدِ واليَوْمُ ظَلَمْ
يقول: أرضى اليوم، بما لم أكن أرضى به قبل اليوم لو ظلمتموني، لم أرض بأن أسقى إبلى، حتى أمنعكم وأضربكم.
20 - " هدرت دماؤهم " و " سحتت دماؤهم " تسحت سحتا.
ويقولون: " قد أسحتنا لكم دم فلان " و " دمه سحت " . وقال رجل من بنى سلامان:
غَنِينا إذِ الأقوامُ سَحْتٌ دِماؤُهمْ ... إذا حُلَّ أجْزاعُ الطّراتَيْنِ نَغْضَبُ
فلمَّا دَجا الإسْلاَمُ كَفَّ سِلاَحُنا ... وعَزَّبه الرِّفْدُ الذَّليلُ المغلّبُ
21 - وكذلك: " البئر جبار " ، إذا ام تكن على طريق، يقول: لا دية فيها. وقال الشاعر:
كلُّ شَيءْ سِوى دماءِ بني ذُهْلٍ ... من الخِزْىِ ما حِييتُ جُبَارُ
22 - وكذلك: " طل دمه " . قال المنخل اليشكرى:
طُلَّ وَسْطَ البُيُوتِ قَتْلِى بلا جُرْ ... مٍ وقَوْمي يُرَشَّحونَ السِّخَالاَ
وقال الحارث بن عباد:
طُلَّ مَنْ طُلَّ في الحروُبِ ولم أو ... تَرْ بُجيْراً أبأتُهُ ابنَ أَبانِ
23 - " المبسل " : المسلم. قال الله عز وجل: (أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا). قال الشنفري الأزدي:
هُنا لِكَ لا أرْجُو حَياةً تَسُرُّنِي ... سَمِير اللَّيَالي مُبْسَلاً بِالجرَائر
24 - " الفَنْعُ " و " الفَنَعُ " : الجدة والغنى. قال عمران بن عصام العنزي:
ولا أعتَلُّ في فَنَعٍ بَمْنعٍ ... إذا نابتْ نوائبُ تَعتَرِيني

25 - " الرعلاء " : المشقوقة الأذن. حدثنا الحسن بن عليل، قال: حدثنا أبو علي إسماعيل، قال حدثني أبو فيد، قال: حدثني أبو خالد الكلابي، قال: كان لنا شيخ نأثر عنه الحديث، ولا نأخذ به، كان إذا خاف على الناقة من إبله، رعل أذنها بمئثرته التي يأثر بها إبله، ثم يقول: إن عشت فقنيا وإن مت فذكيا، وإن ماتت أكلها.
26 - وقال مرقش.
أتَتْنِى لِسَانُ بني عامِرٍ ... فَجَلَّتْ أحاديثُها عن بَصَرْ
وقال رجل من خثعم:
إذا مُتُّ ماتَتْ من عَتيكٍ لسَانُها ... وجَفْنَتُها المَلأَى ومات زَعِيمُها
27 - " إذن أرجعن شاصياً " وقال:
وآخَرُ شَاصٍ يَرَى جِلْدَهُ ... كَقِشْرِ القَتَادَةِ غِبَّ المَطَرْ
وقال الأخطل:
أناخُوا فَجَرُّوا شاصِياتٍ كأنَّها ... رِجَالٌ من السُّودَانِ لم يَتَسَرْ بَلُوا
الشاصيات: الشائلات القوائم؛ يعني: الزقاق.
28 - وقال ابن توسعة، أو مشرد الأقران السدوسي:
ولولا بَنُو ذُهْلٍ لَقَرَّبْتُ منكُم ... إلى السُّوقِ أشياخاً سواسِيةً مُرْدَا
29 - " التعته " : التنوق والتحذلق. ومثل يضرب: " سرى على غير شجر، فإنى على غير متعتهة له " ، أي غير متنوقة فيه. تقول: أربطي على غير عود معروض؛ لأن العود إذا عرض فربط عليه القد كان أثبت له.
حدثنا الحسن، قال: حدثنا إسماعيل، قال: قال أبو فيد: وسمعت رجلا من هذيل يقول لصاحبه: إذا روى بعيرك فسره بهذه الصخرة، أي اربطه بها.
30 - " أوشم البرق " : يقال للعنب الأسود إذا لان وهم أن يطيب، قد أوشم؛ وذلك إذا لان بعض الحبة وتلون، وبعضها لم يلن ولم يسود، وهو شيء واحد، إنما هو بدأ بعضه ولم يتم كله، ولا يقولون للعنب الأبيض: أوشم؛ لأنه لا يحدث لونا سوى لونه، ولكنهم يقولون: قد أرق، إذا لان بعضه، وبعضه غير لين.
31 - " أرمت الإبل على المائة " . قال رؤبة:
يُرْمِى عَلَى ذِي العَددِ المُنْهَدِّ
بَعدَدٍ يَبْهَظ يَوْمَ الوِردِ
عَلَى الكُهُولِ والشبابِ المُرْدِ
يبهظ: يكثر.
وقال حاتم:
ومُطَّرِدٍ أظْمَى كأنَّ كُعُوبَهُ ... نَوَى القَسْبِ قد أرْمَى ذِراعاً عَلَى العَشْرِ
وكذلك: يردى، مثل يرمي. وتقول: " ردانا على عشرين خمسة " ، تقول: زيادتنا على عشرين خمسة. وقال حاجز:
رَدَاهُمْ على عشرين بالجرِّ سَبْعَةٌ ... فكنتُ ولو قاتلُتُهْم غَيْرَ غالِبِ
32 - " الجمة " : الجماعة التي يحمل أصحاب الحمالة. قال ابن مكعبر:
أو الجُمَّةَ الرَّاجِينَ أَقْرَانَ قَوْمِهِمْ ... صَرَوْا بين قومٍ بالذي كان أكرمَا
صروا:منعوا 33 - " أفرعت في لومه وأصعدت " . قال عمرو بن قميئة لعمه مرثد بن سعد:
لَعَمْرُكَ مَا نَفْسٌ بِجِدٍّ رَشِيدَةٌ ... تُؤَامِرُنِي سِرًّا لأَشْتَمِ مَرْثَدَا
ولو ظهرت منه قوارصُ جَمَّةٌ ... وأفْرَعَ في لَوْمِي مِرَاراً وأصْعَداَ
34 - ويقولون: " فرع فلان وقنع " ؛ يريدون بقولهم قنع: إذا أصعد في الوادي، فإن هو هبط قالوا: فرع.
35 - ويقولون: " امرأة صناع وصانع " . قال حميد بن ثور:
وجاء العَوَانِي بين مِلْء وصانِع ... يُطِفْنَ بِرِخْوِ الأَخْدَ عَيْنِ وَفُورِ
36 - " العرص " : نشاط البهم من المعري، ونشاط الحسيل من أولاد البقر، والواحدة: حسيلة.
37 - تقول العرب: " كريت ليلتي هذه كلها " ؛ فمنهم من يجعلها: نمت كلها، ومنهم من يجعلها سهرا؛ وتقول: أصابني الكرى. وأما الذين جعلوها نوما، فمنهم الذي قال:
ظَلَّتْ عَلَى فِرَاشِها تَكَرَّى
يقول: نائمة.
وأما الذي جعله سهراً، فالذي وصف ناقته بأنها تطيل العشاء، وهو مما توصف به الناقة، أن تكون طويلة العشاء، مصباح البكر، تصبح في مبركها.
وقال:
به كلُّ مِكْرَاءِ العَشَاء مُدِلّةٍ ... عَلَى اللَّيل تأتي الصَّمْدَ من كلِّ جَانبِ
وقال الحطيئة يصف ناقته.
... ... ... ... ... ... ... ... مِعْشاء إلى السَّحَرِ وتقول العرب، إذا أطالوا الحديث وسمروا: " كرينا الليلة " .
فأما أبي نفيس، من ولد يعلى بن منية، فإنهم يختلفون فيه؛ وهو قوله:
طَالَ السِّفَارُ عليهمُ ... فكَرَوْا ومَلُّوا المرْكَبا

يقول: ناموا، ولو قال: سهروا، لجاز له.
و " الكرى " الذي هو اسم، يجوز أن يكون ترخيما " للكروان " . فأما الذين قالوا: " كرى " اسم، و " كروان " اسم، فإنهم قالوا: مثل مضبر وضبارم، ومثل: عيطاء وعيطموس، وأهوج وهيجبوس وهو أشبه الأمرين؛ لأنهم جمعوه، فقالوا: " كرى " و " كروان " ؛ مثل: " فتى " و " فتيان " . وقال طرفة:
لنا يَوْمٌ وللكِرْوَانِ يَوْمٌ ... تطيرٌ البائِساتُ ولا نَطيرُ
فجعله جماعة " الكرى " ؛ ألا تراه قال: البائسات، وكذلك تنشده العرب، ولم نرهم رخموا، ثم جمعوا على الترخيم.
وأما قولهم: ... ... ... ... ... به الثَّعَالِي وَوَخْزٌ مِنْ أرَانيها فإنما هي ترخيم الجماع، يعني الأرانب والثعالب، وقد أبدل مكان الباء من الثعالب والأرانب ياء؛ لكسرة لام الثعالب ونون الأرانب. وجمعوا فقالوا: الكروان، ولم يقولوا: الكراوين، ولا الكروانات، وإنما قالوا: الكروان.
38 - " الوقبة " و " الوقب " : النقرة في الحجر وفي الجيل، فأولى بالوقب والوقبة من الحجر الشيخ الخرف؛ يقولون للشيخ الذي كبر وانفتح دبره، وربما كان لغير الكبر، إذا انفتح دبره؛ لخلقة أو لداء، إلا أنه أكثر ما يصيب الدالف من الهرم. وقال الأسود بن يعفر، يهجو بني نجيح:
أبَنِي نُجَيْحٍ إنَّ أُمَّكُمُ ... بشِمَتْ وإنَّ أباكُم وقْبُ
قال أبو فيد: فلم أسأل أحدا من عشيرته، إلا قال ما وصفت. ويقولون: " استه مثل الوقب في الحجر " 39 - ويقال: " إنها لسماء جدا " ، وهي السماء العامة، التي لا يأتي أحد من وجه إلا خبر بأنها أصابته. ويقال: " إن خير فلان لجدا " .
قال الشاعر:
هو الغَيْثُ الجَدَا لافَتْقَ فيه ... إذَا أكلَ العَوارِقُ كلَّ مالِ
يقول: إذا عرقت السنون الناس، كما يعرق العظم، فيؤخذ كل ما عليه من اللحم، قال: جداً لا فتق فيه.
40 - وتقول: " لا حساس " .
41 - وتقول: " كواه وقاع " . أنشدني أبو فيد، قال: أنشدني مكوزة:
فإنْ يَكْ نالَنَا مِنْهُمْ أذَاةٌ ... فإناَّ قَدْ كَوَيْناُهْم وَقاعِ
تَنَادَي غِلْمَةٌ مِنْ آلِ زَيْدٍ ... سَعَى لهُمُ بَمجْدِ الدَّهْرِ سَاعِ
42 - " الدليف " : بطء المشي. قال حكيم بن معية:
هَلْ مِنْ فَتًى يَسْقِى لشيخٍ دالِفِ
قد كان في الحياةِ ذا عجارِفِ
43 - " بدت جنادعه " . قال أبو فيد: سمعت أبا الدقيش يقول:
قَدْ خَرَجَتْ جَنادِعُهْ
والشَّرُّ لَيْسَ وَادِعُهْ
والجنادع: دواب أمثال الجداجد، تكون قريبا من الضب، فإذا خرجت تلك، فهو عنده دنوه.
44 - ويقال للرجل إذا كان خفيف التوالي: " إنه لخفيف الذلذل " و " خفيف الذلاذل " .
45 - " هو أطيش من فراشة " . وقال رجل من بني غاضرة:
كأنَّ بني ذُويْبَةَ رَهْطَ قَدٍّ ... فَرَاشٌ حَوْلَ نارٍ يَصْطَلينَا
يُطِفْنَ بِحَرَّهَا ويَقَعْنَ فيها ... ولا يدْرِينَ ماذا يَّتقِينَا
46 - و " أطيش من ذباب " . قال "
ولأَنْتَ أطيشُ حين تغدُو سادِراً ... رَعِشَ الجَنَانِ من القَدُوحِ الأقْرَحِ
كل ذباب أقرح، ولا تراه إلا يقدح بيديه.
47 - " أروى من النقاقة " ، وهي الضفدع.
48 - و " أروى من بكر هبنقة " ، وكان بكره يصدر مع الصادر وقد روى، ويرد مع الوارد، ولم يأت الكلأ.
49 - " أشد حمرة من مصعة " ، والمصعة: ثمرة العوسج، وهي شديدة الحمرة مدورة حلوة. قال ابن عنمة:
إنْ كانَ كَرِّى وإقْدامِي لَفِي جُرَذٍ ... وسْطَ العَواسِجِ أجْنَى حَوْلَهُ المُصَعُ
50 - ويقال للعسل الشديد البياض: " الضرب " ؛ قال الشاعر:
وما ضَرَبٌ في رأسِ صَعْبٍ مُمَنَّع ... بتَيْهاءَةٍ يَسْتَنْزِلُ العُفْرَ نِيقُها
بأطيبَ منْ فيها لمنْ ذَاق طَعْمَهُ ... وقد جَفَّ بعد النوم للنوم ريقُها
ويقال للرجل السيء، المرآة، الكريم الخبر: " ضربة بيضاء في ظرف سوء " .
51 - " الدمية " : التمثال، و " الزون " الصنم، وكل يضرب به المثل في الحسن؛ قال الأعشى:
أُودُمْيَةٌ صُوِّر محرابُها ... في مُذْهَبٍ ذي مَرمْرِ مائرِ
و " الدمى " الجماعة، وهي: الصور. قال عدي بن زيد:
كَدُمَى العَاجِ في المحاريبِ أو كَالْ ... بَيْضِ في الرَّوْضِ زَهْرُهُ مُسْتَنِيرُ

وقال أبو الفيض:
جاءتْ به أحْمَرَ مثلَ الزُّون
مثلَ سِوَارِ الذَّهَبِ المَصُونِ
أشَقَّ من خَيْلِ أبى مَيْمُونِ
52 - " أبقى من حجر " .
قال الشاعر:
العنبريُّ الجعدُ أبقَى من حَجَرْ
لا يشتِكي الشَّرَّ وإن كان بَشَرْ
53 - " أسرع من نكاح أم خارجة " .؛ كانت إذا أتاها الخاطب، قال: خطب، قالت: نكح، فيقول: ارتحلى، فتقول: أنخ.
حدثنا الحسن، قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبروني أبو فيد، قال: سمعت أبا هشام يرفع. وقد سمعت من يقول: خطب نكح.
54 - " هذا حبقر كما ترى " أنشد أبو الدقيش:
كأنَّ فاها حَبَقُرٌّ بارِدٌ ... ... ... ... ... ...
فقلت له: ما الحبقر؟ فقال: البرد.
55 - وتقول العرب: " هذا آبل من حنيف الحناتم " ، وهو أحد بني حنتم بن عدي بن الحارث بن تيم الله، كان ظمء إبله غبا بعد عشر، وأظماء الناس غب وظاهرة، والظاهرة كل يوم مرة، وكان يرعى في حمارة القيظ أحجار فليح، ويسقى على طويلع.
56 - ويقول الضعيف الذي أضعفه الكبر، للشاب الذي عاركه: " اليوم ظلم " . يقول: رضيت اليوم بما لم أكن أرضى به.
ويتهدد الرجل ويوعده، فلا يستطيع أن يرد عليه، فرقا أن يناله منه أكثر من التهدد؛ فيقول: " اليوم ظلم " ، وإنما يريد أن الأمور تمضي على وأنا كاره. يقول: لا أرضى ولا أمتنع.
57 - " لقيته أول عائنة عينين " ، وأقرب منه: " لقيته كفاحاً " و " لقيته عياناً " يقول: كافحني مكافحة، زسمنى ومسسته، و " لقيته وجاحاً " و " ما بيني وبينه وجاح " ؛ يقول: ليس بيني وبينه شيء.
58 - " لا تعظيني وتعظعظي " . يقال: عظعظ الرجل: إذا هاب وتابع.
قال العجاج:
وعَظْعَظَ الَجْبَانُ والزِّئِنيُّ
يريد: الصيني. والعرب تقول للكلب الصيني: الزئني.
59 - " لألجمنك لجاماً معذباً " ، و " لأكعمنك كعاماً مخرساً " . تقول العرب: " أعذب عن هذا " ؛ قال أبو مارد الشيباني:
كأنَّها خَاضِبٌ حُوِسيَّةٌ ... باتَتْ عَذُوباً على رأسِ جَمَاد
قال: نازعة عن السير والأكل والشرب تاركة له.
60 - حدثنا الحسن، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني أبو فيد، قال: حدثني أبو الدقيش أن الناس كانوا يأكلون الإنسى، وهو النسناس، لكل واحد منهم يد ورجل، فرعى اثنان من الإنس، فقال أحدهما لصاحبه: فضحك الصبح! قال الآخر: إن عليك جرشاً فتعشه " .
وأخبرني أبو فيد، قال: بلغني أن قوما تبعوا النسناس فأخذوه، فقال للذين أخذاه:
يَارُبَّ يَوْمٍ لَوْ تَبِعْتُماَنِي
لَمُتُّمَا أوْ لَتَرَ كْتُمَانِي
فأدرك فذبح في أصل شجرة، فإذا يف بطنه شحم، فقال آخر في الشجرة: إنه آكل ضرو - والضرو الحبة الخضراء - فاستنزل فذبح. قال الثالث: فأنا إذا صميميت، فاستنزل فذبح 61 - " اليوم خمر وغداً أمر " .
62 - ومثله: " الأكل سريط، والقضاء ضريط " .
63 - ويقال: " لا تنفط فيه عناق " . تكفل رجل بقوم فأخفروه فحضض عليهم، فقال الشاعر:
سَتَمْنَعُ عِجْلٌ سَيْبَهَا في بُيُوتها ... وتَحْمَى بُجَيْرٌ وابنُ أسْعَدَ بارِدُ
فكَيْفَ ولم تَنْفِطْ عَنَاقٌ ولم يُرَعْ ... سَوَامٌ بأكنافِ الأعزَّةِ باجِدُ
باجد: كثير. و نفيط العناق: شبيه بالعطاس.
64 - حدثنا الحسن، قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرني أبو فيد، قال: و سئل أبو الدرست السدوسي عن إبله، و هي ترعى البقل قبل أن تأكل الحبة، و هي تمسي بطانا ملاء، ثم تنفش بطونها، لأنها تأكل رطباً، فقال: تمسي مخرنشمات. و المخرنشم: المضطرب. يقال للسقاء: قد آخرنشم، إذا ذهب ثلثه أو ربعه.
65 - قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدمِ المُعَنَّى تُهَدَّرُ في دِمشْقَ و ما تَرِيمُ " السدم " : البعير الذي يرغب عن نسله، لا يكون كريماً، يحبس عن الشول، خشية أن يلقح بعضها، فيقيد و يجعل في عنة، فإذا رأى الشول، أو وجد أرواحها، أو سمع هدير فحل هدر، لا يستطيع غير ذلك، و ربما صال على الناس من شدة الهباب، و من حبسهم إياه عن الشول، فيكعمونه و يحجمونه، و ربما جعلوا له الحكمة و الكمام، و الحجام ان يجعل على فمه مثل الشبكة من ليف، أو قِدٍّ، و ربما كانت من حديد. قال الأخطل:
هَديرَ المُعَنّى أَلْقَحَ الشَّوْلَ غَيْرُهُ ... فَظَلَّ يُلَوِّي رَأْسَهُ بِصِفَادِ
و قال أمين التيمي لمالك بن مسمع:

نُبِّئْتُ أنَّ اُبنَ الحِماَرَةِ مالِكاً ... يَغِطُّ وفَكاً رَأسِهِ بِحِجَامِ
66 - قولهم: " هو بين حاذف و قاذف " : الصل ان الأرنب تحذف بالعصا، و تقذف بالحجر، و يطمع فيها كل شيء. و قال المسيب ابن عباس:
فلا تَقْعُدوا غَرَضاً للمَنُو ... نِ حَذْفاً كما تُحْذَفُ الأرنبُ
67 - " أوجر ما أنا من سملقة " . قال نعمان بن سيحان اليشكرى، أحد بنى ثعلبة بن غنم، لرجل من بنى يشكر، وهو عند النعمان بن المنذر: أبيت اللعن! إن قتادة بن التؤأم يقال له: سملقة، فأمر النعمان به فنودي: يا سملقة، فقال: " أوجر ما أنا من سملقة " ، وقال للنعمان: أنت أخبرته! فخلف له أنه لم يفعل، فقال قتادة:
جَزَى اللهُ نعمانَ بن سيحانَ سَعُيهُ ... جزاءَ مُغِلٍّ باللسانِ وباليدِ
فَحسبُكَ منها أن تَبُوءَ بِحَلْفَةٍ ... كما قِيلَ للمَخْنُوقِ هل أنت مُفْتَدِ
وقال اللجلاج بن عبد الله السدوسي:
أقارِضُ أقواماً فأوفِى قُرُوضَهمْ ... وقَلْبِيَ عنهم في النّوائبِ أوْجَرُ
يقول: أنا منهم على وجل.
68 - " ضربت فهي تخطف " . يقال للرجل: ضرى بكذا وكذا.
69 - وكذلك: " لذم به " . وقال المجالد بن الزبان الرقاشي:
وإذا رَكبتُ رَكبتُ وسْطَ فوارسٍ ... كأُسُودِ ذاتِ الجِزْعِ تَلْذَم بالدَّمِ
وقال وائل بن شرحبيل، واستام فرسه منه سنان بن صعير بن كلاب، فأعطاه أربع ذود، فأبى أن يبيعه، فقال: " أما والله إنك للذم " .
يقول: لضر بأخذها، ولكنك تظهر غير الذي تسر لي، فقال وائل:
زَعَم ابنُ سيِّئَةِ البَنَانِ بأنني ... لَذِمٌ لآخُذَ أربعاً بالأشْقَرِ
وهو ابن الجذماء؛ فلذلك قل ابن سيئة البنان.
70 - " مثل نعم الصدقة " .
71 - وكذلك: " قلادة فيها من كل الخرز " .
72 - الذين ضرب بهم المثل من العرب: كليب بن ربيعة، وكعب بن مامة، وحاتم طيء، وعوف بن محلم الشيباني؛ فقالوا: " أعز من كليب وائل " .
قال النابغة الجعدي:
كُلَيْبٌ لَعَمْرِي كان أكْثَرَ ناصِراً ... وأيسَرَ جُرْماً مِنْكَ ضُرِّجَ بالدَّمِ
73 - ويقال: " أجود من كعب بن مامة " ؛ قال أعشى بني شيبان:
أقلُّ تعلُّلاً يوماً بِبُخْلٍ ... على السُّؤَّالِ من كْعبِ بن مَامَهْ
74 - ويقال للرجل: " أنت أسخى من حاتم طيء " . " كنت حاتميا اليوم " .
75 - ويقال: " لا حر بوادي عوف " ؛ يقول: ليس أحد مثله في الحرية، لأنه منع جاره من الملك، وقيل فيه:
وأصْبَحَ مُمْسِكاً من حَبْلِ عَوْفٍ ... بلا رَثِّ الجِوار ولا ذَمِيمِ
وقال النابغة الجعدي:
ثَلاَثَةُ أهْلِينَ أفْنَيْتُهُمْ ... وكان الإلَهُ هو المُسْتَاَسَا
المستعاض. يقال: آسه يؤوسه أوسا.
76 - " لا أفعل ذاك ما سمر ابنا سمير " . قال الشنفري:
هُنالِكَ لا أرجو حَياةً تَسُرُّنِي ... سَميرَ الليّالي مُبْسَلاً بالجرائرِ
يقول: آخر الليالي.
77 - " لا أفعله ما حن بعير " .
78 - و " لا أفعله حتى تجز الظبأء " .
79 - " وقعت بقر " .
قال الحوص:
وإذ وَقَعَتْ مِنْكُمْ بقُرٍّ وبيَّنَتْ ... مَوَاسِمَها فاسْتَأخِرُوا أو تَقَدَّمُوا
80 - " جاء بالداهية الخنفقيق " .
81 - و " وجاء بالداهية القطر " .
قال حاجز الأزدي:
لولا مالِكٌ وأبو أنَيْسٍ ... لَفَفْتُ الناسَ في شَهْباءَ قِطْرِ
82 - ويقال: " جاء بقنطر " .
83 - " لقيت منه التباريح " .
قال طرفة:
من الشَّرِّ والتَّبْرِيح أولادُ مَعْشَرٍ ... لِئَامٌ ولا يُعْطُونَ في حادثٍ بَكْرَا
84 - " أسه بخير " ، تقول: أصبه بخير.
قال عبد العزيز بن زرارة:
فإنِّى أسْتَئِيسُ اللهَ مِنْكُمْ ... من الفِرْدَوْسِ مُرْتَفَقاً ظَلِيلاَ
وقال النابغة الجعدي:
ثَلاَثَةُ أهْلِينَ أفْنَيْتُهُمْ ... وكان الإَلُه هو المُسْتَآسَا
المستعاض. يقال: آسه يؤوسه أوسا 85 - " صلعاء متئم " .
قال حاجز:
حَتَّى جعلُتُهُم مُرْفَضَّ أَمْسِلَةٍ ... من بَطْنِ وادٍ يَقِئُ النَّاسَ مِتْآمِ
وقال عميرة بن جعل التغلبي:

ولو أنَّها بَكْرُ العِراق بن وائلٍ ... يُرَادُ بها الصَّلْعاءُ لاخْتُطِفَتْ بَكْرُ
86 - وتقول العرب: " حسن بسن " و " مليح بليح " .
قال الصقعب بن علقمة السعدي:
كأنْ لم أصادِفْ أمَّ قَيْء بموقفٍ ... مَلِيحٍ أصَيْلاَلَ العَشِىِّ بَليحِ
87 - وتقول العرب: " خير النساء البرزة الحيية، وشرهن الخبأة الطلعة " . التي تختبئ وتطلع.
88 - قال الراجز:
يا هِنْدُ هِنْدٌ بين خِلْبٍ وَكَبِدْ
أسْقَاكِ عنِّي هَزِمُ الرَّعْدِ بَرِدْ
من الثريَّا نَوْؤُّة غيرُ جَحِدْ
89 - وأخبرني أبو فيد، قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نعم الحي بنو مدلج، إذا أهلوا عجوا، وإذا نحروا ثجوا " .
90 - يقال: " ما بها وابر " .
قال عويف القوافي:
إذا المُلُوكُ زَارَتِ الجَبَابِرَا
ولا تُحِسُّ من شَرِبكٍ وَابِرَا
91 - وأما قولهم: " هو أسأل من قرثع " ، فإنها محدثة وإسلامية في عصر معاوية بن أبى سفيان، وبعده قال أعشى بني ثعلب:
إذا ما القَرْثَعُ الأوْسِىُّ وَافَى ... عَطاءَ النَّاس أوْسَعَهُمْ سُؤَالاَ
92 - تقول العرب: " تركته على بللته " .
قال الشاعر:
وَلَقَدْ طَوَيْتُكُمُ عَلَى بُلُلاَتِكُمْ ... وعَلِمْتُ مَا فيكم من الأَذْرَابِ
وقال الآخر:
فإنِّى لَطاوِيكُمْ عَلَى بُلُلاَتِكُمْ ... لأَبْلُغَ عُذْرَ الأمْرِ أو أتَبَيَّنا
والإذراب: أن يذرب بالقذر.
93 - " كفضل ابن المخاض علي الفصيل " . يقول الذي بينهما قليل؛ وذلك أن المنتوج يدعى فصيلا، إذا شرب الماء وأكل الشجر، وهو بعد يرضع، فإذا أرسل الفحل في الشول، دعيت مخاضا، ودعى ابنها ابن مخاض.
فإذا طلع سهيل صرت أمهاتها، ولم يسق من اللبن شيئا؛ ولذلك قيل: " إذا طلع سهيل، رفع كيل ووضع كيل، ولآم الفصال الويل " .
يقول: تقطع عن أمهاتها.
وقالوا: " إذا طلع سهيل على أثباجها، فلا تسأل بلقاحها ونتاجها " ، وذلك أشد ما يكون ارتفاعا في السماء. وثبج كل شيء: ظهره.
94 - وتقول العرب: " هم مثل المعى والكرش " ، في صلاح أمرهم. قال الشاعر:
يا أيُّهَذَا النَّاِئمُ المُفْتَرِشْ ... لَسْتَ عَلَى شَيْء فَقُمْ فأنْكَمِشْ
لستَ كقومٍ أصلحُوا أمرهمْ ... فأصبحُوا مِثْلَ المِعَى والكَرِشْ
95 - يقال: " العصفر فخر، والزعفران عطر، والمشق فقر " ، وهو المغرة.
96 - قال أبو الدقيش: " الأكل سريط، والقضاء ضريط " .
97 - " السواف " : داء يأخذ الإبل فيهلكها حتى تفنى، وربما قالوا: إساف. قال عمرو بن حسان الشيباني:
أفِى نَابَيْنِ نَاَلُهَما سُوَافٌ ... تَأَلَّى طَلّتِي ما إنْ تَنامُ
وبعضهم يقول: " إساف " ، فيجعله رجلا، وبعضهم يجعله داء.
قال الصنان بن عباد اليشكرى:
فأَصْبَحْتُ ظبياً مطلقاً من حِبالَةٍ ... صَحِيحَ الأديمِ بَعْدَ داء إسَافِ
98 - يقال: " يوم عماس " .
قال اللجلاج بن عبد الله السدوسي:
بمِثْلِى تُقْرَنُ الصَّعْباتُ إنِّى ... عَماسُ الجَوْرِ مُطّلِعُ الصِّدَادِ
99 - " المنجود " : المغلوب. قال أبو زبيد:
صادِيًا يستغيثُ غَيْرَ مُغاثٍ ... ولقد كان عُصْرَةَ المَنْجُودِ
وقال آخر:
لا يأكلُ التَّمْرَةَ حتى يُنْجَدَا
ولا رَخِيفَ الزُّبْدِ حتى يُزْغَدَا
100 - حدثنا الحسن بن عليل، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني أبو فيد، قال: حدثني أبو الخنساء، أن الأضبط بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة - رأى من قومه أمورا كره لها جوارهم، فاغترب في قوم فجاورهم، فرأى مثل أخلاق بني سعد، فتحول عنهم إلى غيرهم، فرأى مثل ذلك، حتى أكثر التنقل، فلما كثر ذلك عليه قال: " في كل أرض سعد بن زيد " .
101 - يقال: " فرق بين معد تحاب " .
قال الكلب بن سنان العنبري:
لَقَدْ ألْبَسُ المَوْلَى عَلَى غِمْرِ صَدْرِهِ ... وأفْقَأ بَيْضَاتِ الضغّائِنِ بالهَجْرِ
يثِيرُ التَّدَانِي بيننا كلَّ دِمْنَةٍ ... ويَشفْيِ تَنائِي بَيْنِنا دِمَنَ الصَّدْرِ
102 - " الدردر " . حدثنا الحسن، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني أبو فيد، قال: حدثني أبو هشام، قال: كانت عند رجل امرأة حمقاء فولدت له غلاما، فأحبه، فكان يقبله ويقول: وا بأبي دردره! ولم تنبت أسنانه بعد، وكانت امرأته حسنة الثغر، فكان إذا قبل ابنه وقال: وا بأبي دردره، ظنت أن الدردر أحب إليه من الأسنان، فحطمت أسنانها، فلما قال: وا بأبي دردره، قال: يا شيخ كلنا ذودردر، فقال: " أعييتني بأشر فما بالك بدردر؟ " .
103 - يقول أهل الحجاز: " قد أرض فلان أرضه " . وذلك إذا نقاها من الحجارة والنقل، وأصول الشجر ومن كل جذل.
104 - " ألقى عليه بعاعه " : أي ثقله. قال رجل، وهو يصف الغيث:
ألْقَى بحَجْرٍ ليلتين بَعَاعَهُ ... وغادَرَ في صَوْتٍ وصنعاءَ مَصنْعَا
له طَلّةٌ كأنَّ رَيِّقَ وَدْقِهِ ... سَحَابَةُ صيفٍ أو دخانٌ تَقَطَّعا
فكان عَلَى قومٍ سَناماً وسُرَّةً ... وألَحْقَ عاداً آخَرِينَ وتُبَّعَا
زيادات في النسخة الخطية 105 - حدثنا الحسن، قال: حدثنا إسماعيل، قال: وأنشدني أبو فيد لأبي مارد الشيباني:
قُلْ لِسُلَيْمَي إذا لاقَيْتَها ... هَلْ تُبْلَغَنْ بَلْدَةٌ إلا بِزَادْ
قُلْ للِصَّعالِيك لا تَسْتَحْسِرُوا ... منَ التِماسِ وطَوْفٍ في البِلادْ
فالغَزْوُ أَحْجَى على ما خَيَّلَتْ ... مِنَ اضْطِجَاعٍ على غير وِسادْ
وَبَلْدَةٍ مقفرةٍ أصْوَاؤُها ... مَغْرِبَ الشَّمْسِ تُنَادْ
قَطَعْتُها صاحِبي ذِعْلِبَةٌ ... في مِرْفقَيهْا عن الدَّفِّ تَعادْ
كأنَّها خَاضِبٌ حُوشِيَّةٌ ... باتَتْ عَذُوبا على رأسِ جَمَاد
جمع " جَمَادٍ " : " جُمُدٌ " . و " الجِمَادُ " : النَّشَزُ، و يجوز النَّشْزُ. تقول العرب: النَّشْزُ و النَّشَزُ، بفتح الشين و تسكينها.
يَنْحَسِرُ الماءُ عن عِفْرِيَةٍ ... وعن بَيَاضٍ وتَلْميِع سَوَادْ
لو وصَلَ الغَيْثُ أبْنَيْنَ اُمْرَأً ... كانَتْ له قُبَّةٌ سَحْقَ بِجَادْ
قال: يقول: لو اتصل الغيث حتى لا ينقطع بنا دونهم، لأبنيناهم من قبابهم خلق المسوح. و قوله أبنين، يعني: الإبل، فعلن هن، وقد يجوز: أبنينا امرأ، أي أبنيناهم نحن، فذهبت ألف (امرأ) في الوصل، لأنها ألف خفيفة تذهب في الوصل.
ومثل البيت قول قيس بن مسعود الشيباني:
فإيَّاكُمُ والطَّفَّ لا تَقْرَبَنَّهُ ... ولا الماءَ إنّ الماءَ للقودِ واصِلُ
يقول: إن الماء يصل الطرق إليكم، ويصل الغزو لمن أراد أن يغزوكم.
106 - وأنشدني أبو فيد:
إذا سُئِلْتُمْ هَلْ تَرَكْتُمْ مِنْ غَدَرْ
فأَحْسِبُوا الأمِيرَ مِنْ صِدْقٍ وبِرْ
وسَحِّ أيْمانٍ قليلاتِ الأَسَرْ
" الأَسَرُ " : العَيْبُ والإثم. قال: " أحْسِبُوه " : أي احلفوا له، حتى يقول: حَسْبُكُمْ. وقوله: " هل تركتم من غدر " ، يقول: هل غادرتم شيئاً.
107 - قال: " الفيد " : نور الزعفران.
108 - وأنشدني أبو فيد:
أعْدَدْتُ للشَّيْبِ وبَغْيِ الشبَّانْ
كَوَاتِماً مِنْ شَوْحَطٍ وشِرْيَانْ
وكلَّ زَلاَّءَ عليها ظُهْرَانْ
تَهْوِى إلى الشئِ هَوِىَّ الشَّيطانْ
إذا حَدَاها أرْبَعٌ و ثنتانْ
شِرْيانِةٌ و شِرْعَةٌ وكَفّانْ
ولَمْحُ سَجْراءَ جَلِّيِ الإنْسَانْ
ونَزْعَةٌ يَبْرُقُ منها الإبْطانْ
109 - حدثنا الحسن، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا مؤرج، قال:حدثني سعيد بن سماك بن حرب، عن أبيه، قال: كان يحدثنا عن العرب أنها تقول للهلال: ابن لَيْلَةٍ رَضَاعُ سُخَيْلَة.
ابن ليلتين حديث أمتينِ بكذبٍ وَمَيْنِ.
ابن ثلاث حديث فَتياتٍ غير مُؤْتَلِفاتٍ.
ابن أربع رَضَاعُ هُبَعٍ.
ابن خمس تَحَدُّثٌ وأُنْسٌ.
ابن ستّ سِرْ وبِتْ.
ابن سبع يُلْقِطُ الجَزْعَ.
ابن ثمان كأحسن ما يكون من الفَتَيَاتِ الحِسَانِ.
ابن تسع يُبَيَّنُ الذئبَ من الضَّبع.
ابن عشر مخنِّق الفَجْرَ.

قال أبو فيد: اخبرني صهر للعجاج، وكان فصيحاً، عن العجاج، وقال له عيسى بن عمر: قد عرفنا الرُّبَعَ، فما الهُبَعُ؟ قال: إن مصاييف الإبل إنما تنتج في آخر الزمان، فإذا اتبعتها لم تلحق حتى تهبع. والهبع: إتعاب اليدين في المشي.
110 - وأنشد:
أعاذِلَ أبْقِى للمَلاَمَةِ حَظَّها ... إذا قام عَنَّي باَلجِلَّيةِ عُوَّدِي
يريد: دعي اللوم لما تبكيني به البواكي، ويندبنني به إذا مت، من ذكر الفعال الجميل، و المآثر الصالحة.

 

الحضارة الإسلامية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل (4) الباب الرابع كيف نبني حضارتنا الإسلامية؟

الحضارة الإسلامية بين أصالة الماضي وآمال  المستقبل (4) الباب الرابع كيف نبني حضارتنا الإسلامية؟ الباب الخامس قيم التقدم   في ا...