Translate

الجمعة، 21 أبريل 2023

إحاطة الإسلام المرأة بالصيانة والستر، والعفاف والطهر، في كل شئونها

من مشكاة

لقد أحاط الإسلام المرأة بالصيانة والستر، والعفاف والطهر، في لباسها وزينتها، وحرم عليها مع الرجال خلوتها، وصانها عن الإزراء بالقول والإشارة وقاية لحيائها وألا تمس أو تخدش كرامتها، وأمرها بالقرار في مملكتها أداء لواجبها ورعاية لزوجها وقياماً على تربية أبنائها كل ذلك لتبقى درّة مصونة، عزيزة كريمة لا تطمح فيها أعين الناظرين، ولا تمد إليها أيد العابثين، ولا يدنس عرضها وشرفها من لا خلاق له ولا دين.

وقد مرت أحاديث عن زينة المرأة حول ضوابط شرعية لزينتها ثم كان الحديث عن أدوات التجميل ومساحيق التلوين وأحكام الشعر ونحو ذلك، وحديث اليوم عن حجاب المرأة ولباسها.

ولئن عدنا متأملين مكيدة الشيطان الأولى بإغرائه أبوينا وتسويله لهما حتى أكلا من الشجرة، لنجد أنه بدأ أول ما بدأ بما ذكره الله في محكم تنزيله ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما وصدق الله فها هو النزع متوارد متصل على تعاقب الدهور ومر الأزمان بأساليب ماكرة وإغراءات فاتنة ونظرة فاحصة لواقع البشرية اليوم تغنيك عن كثير من الشواهد فما واقع الملابس الرياضية لكثير من الألعاب بخاف علينا لمصارعين وسبّاحين ولاعبي كرة فكيف لو ملت بطرفك إلى ما خدعت به المرأة ولبّس عليها به فكم هي أزياء وموضات تحسر كل يوم وفي كل صرخة عن شيء من مفاتنها عبر مجلات البردة وعارضات الأزياء ولقد قال أعداء الله " أكسبوا النساء أولاً والبقية تتلو " وها هي إحدى الكافرات تقول: " ليس هناك طريق أقصر لهدم الإسلام من إبعاد المرأة المسلمة والفتاة المسلمة عن آداب الإسلام وشرائعه.

أخي الغيور على محارمه:

لقد تفنن أباطرة الشر والإفساد في استحداث ألبسة نسائية إن لم تكن ضيقة فعارية وإن لم تكن عارية فمشققة الجوانب لها فتحات جانبية وخلفية فإن لم تكن كذلك فمتشبه فيها بالكافرات وقد يجمع ذلك كله فتنة وإغراء في كثير من الأزياء.

لقد ذكر الأطباء أن اللباس الضيق تعذيب لحرية الجسد، وضرر صحي محض للأنسجة والخلايا والأجهزة الجسمية المختلفة وخاصة الجهاز التناسلي وجهاز الدوران والحركة، وقد أدّى اللباس الضيق المحزّق عند كثير من النساء إلى العقم أو الولادة المقعدية (غير الطبيعية) غير إصابة من ترتديه وبشكل متكرر بتمزق في عنق الرحم ناهيك عن كونه يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم نتيجة تضيّق مقطع العروق.

أما الملابس العارية فيحذر الأطباء منها لأنها تكشف الجسد فلا تغطي منه إلا أجزاء يسيرة يفقدها نضارتها ويصيبها بالشيخوخة المبكرة هذا غير توقع إصابتها بسرطان الجلد وقد أثبتت بعض الدراسات في أوروبا أن النسبة الكبرى من النساء المصابات بسرطان الجلد كن يعرضن أجسادهن لأشعة الشمس من أجل الحصول على اللون البرونزي.

أما العلماء الأجلاء فقد سئل سماحة الشيخ محمد العيثمين وفقه الله عن حكم اللباس الضيق والمفتوح فقال: "هذا اللباس لباس أهل النار" وذكر حديث مائلات مميلات وقال: "فالتي تلبس هذا اللباس كاسية عارية لأن اللباس الضيق يصف حجم البدن ويبين مقاطعه وكذلك إذا كان مفتوحاً فإنه يبين ما تحته لأنه ينفتح وأفتى أنه حتى بين محارمها من الرجال يجب عليها أن تستر عورتها والضيق لا يجوز لا عند المحارم ولا عند النساء إذا كان الضيق شديداً يبين مفاتن المرأة".

فكيف لو رأى الشيخ ما يلبسه النساء في مناسبات الأفراح والأعياد ونحوها. وحجتهن أنهن بين نساء قال عليه الصلاة والسلام: ((إن أول ما هلك بنو إسرائيل أن امرأة الفقير كانت تكلفه من الثياب أو الصبغ)) أو قال: ((من الصيغة ما تكلف امرأة الغني)).

وهذا واقع في زماننا تباهيا ولفتا للأنظار وحيازة على الإعجاب ورغبة في المديح.

إن حياء المرأة هو منار عزّها وموئل سؤددها فإذا ما تلاشى عُدمت الحياة معناها، وتهاوت بعده القيم وانحلت العُرى.

كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تضع ثيابها إذا دخلت البيت الذي فيه دُفن رسول الله وأبوها رضي الله عنه فلما دُفن عمر رضي الله عنه بجوارهما قالت: "والله ما دخلته إلا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر رضي الله عنه".

أخي القائم على أهله بما يصونهم:

وقد ذكر بعض أهل العلم شروطا للباس المرأة مستوحاة ومستفادة من القرآن وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم فمن ذلك :

1-   أن يكون ساترا لجميع البدن.

قال تعالى: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما .

عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: حين ذكر الإزار، فالمرأة يا رسول الله قال: ((ترخي شبراً))، قال إذا ينكشف عنها قال: ((فذراعاً لا تزيد عليه)) وفي رواية: ((أن أمهات المؤمنين رخّص لهن رسول الله عليه الصلاة والسلام في الذيل شبراً ثم استزدنه فزادهن شبراً فكن يرسلن إلينا فنذرع لهن ذراعاً)).

وانعكست الآية وانقلبت الموازين وانتكست الأفهام فأصبح الرجال يرخون شبراً والمرأة تحسر عن القدم وتلبس القصير إلى نصف الساق أو يزيد قليلاً.

2-   ومن الشروط ألا تُظهر زينة ثيابها أمام غير المحارم والنساء مع لزوم الحشمة والاستتار.

قال تعالى: ولا يبدين زينتهن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى .

قال عليه الصلاة والسلام: ((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن إذا خرجن تفلات)) هذا وهي خارجة للعبادة والمسجد فكيف الحال وهي ذاهبة إلى الإسواق والمنتزهات قال ابن المبارك رحمه الله: ((إن أبت المرأة إلا أن تخرج فليأذن زوجها أن تخرج [أي إلى الصلاة] في أطمارها الخلقان ولا تتزين)).

ومن الكبائر ما أخبر عنه المصطفى عليه الصلاة والسلام بقوله: ((ثلاثة لا تسأل عنهم)) وذكر منهم: ((وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده )). وعدم التبرج مما كان يبايع عليه النبي عليه الصلاة والسلام النساء.

3-   ألا يكون ضيقا يصف شيئا من جسمها أو رقيقا يبدي ما تحته. عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطيّة كثيفة كانت مما أهداها دِحية الكلبي رضي الله عن فكسوتها امرأتي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مالك لم تلبس القبطية)) قلت: يا رسول الله كسوتها امرأتي فقال لي رسول الله : ((مرها فلتجعل تحتها غلالة إني أخاف أن تصف حجم عظامها)).

ودخلت حفصة بنت عبد الرحمن على عائشة رضي الله عنهم وعليها خمار رقيق فشقته عائشة رضي الله عنها وكستها خماراً كثيفاً.

4-   ألا يشبه لباس الرجال.

وقد مر ذكر النهي عن ذلك وعن لبس ثوب الشهرة وما فيه إسراف ومخيلة وما فيه تشبّه بالكافرات.

5-   ورود النهي عن لبس جلود النمور والسباع.

سواء في الانتعال أو التدفيء بها أو لبس المعاطف المصنوعة منها قال عليه الصلاة والسلام: ((لا تركبوا الخزّ ولا النمار)) أي جلود النمور وهي من السباع.

وتشمل السباع الأسد والذئب والنمر والفهد أما الثعلب فلا وإن كان له ناب فليس بسبع.

قال ابن الأثر رحمه الله:

"إنما نُهي عن استعمالها لما فيها من الزينة والخيلاء ولأنه من زيّ الأعاجم".

6-   ألا تلتزم المرأة لبس شيء بعينه في مناسبات معينة كما ذُكر سابقا كلبس السواد حال الحداد.

قال الشيخ العثيمين وفقه الله: لبس السواد عند المصائب شعار باطل لا أصل له.

أخي في الله:

وهنا قضايا لابد من لفت النظر إليها والتعريج عليها:

1-    انتشر في الأونة الأخرة لبس بعض النساء لحجاب يسمى الكاب وهو مفصل هيئة الثوب مما تظهر معه مفاتن المرأة من تقاسيم جسدها ونحو ذلك وهذ مما لا ينبغي لها فلابد من لبسها للعباءة من فوق الرأس فإن كان لابد من لبسها الكاب فلتلبس من فوقه حجاباً ينزل إلى ما يستر اليدين.

2-    ومما يسوء ويؤلم ظاهرة لبس نسائنا البنطال أو البنطلون مما أفتى فيه العلماء بحرمته لما فيه من تشبه بالرجال من وجه وبالكافرات من وجه آخر زدْ على ذلك أن غالبه ضيق وحتى لو كان واسعاً فقد أفتى الشيخ العثيمين بعدم جوازه.

3-    البراقع مظهر سيء إذ ترى من وراء فتحاته عينان كحيلتان وشيء من أطراف الوجه وهكذا يتسع رويداً رويدا إلى ما لا تحمد عقباه وقد حصل، فلا يجوز كما أفتى العلماء.

4-    الصغيرات من بناتنا لا نتساهل في إبداء زينتهن وخروجهن بلباس قصير وضيّق وشفّاف فإنهن ينشأن على ما عودن عليه فيكبرن على ذلك ويتطاول بها الزمن وهي كذلك.

5-    ومما استهان به الناس حتى ذاع وتفشى فاصبحوا غير مكترثين به ولا مبالين بإنكاره ومقاطعته مع خطورته هو ما يلحظه الجميع من شعارات وكتابات وصور مطبوعة على كثير من الملابس النسائية والرجالية وملابس الأطفال مما بعضه قادح في أصل العقيدة ومخل بها وبعضه مفسد للأخلاق آت على هدم الحشمة والحياء من القواعد، ناهيك عن تشبه فيه بالكفار.

والأدهى من ذلك والأمر أن كثيرا ممن يلبسون مثل هذه الملبوسات أو يُلبسونها لأسرهم قد لا يعلمون ترجمة ما تحمله تلك العبارات ولا من تمثلهم تلك الصور المحمولة على صدور ذويهم وأبنائهم وبناتهم غفلة منهم أو تغافلاً.

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة                وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

فمن ذلك:

ما عليه رسم الصليب وقد كان الحبيب عليه الصلاة والسلام وهو الآمر بطمسه يحكه وينبشه وكيف لا يفعل ذلك وهو شعار النصرانية الثالوث.

ومما يناقض ركن الغيب مثل (حب نسيم الجنة) أو عبارة (تذوّق طعم الجنة)، ونحو ذلك زدْ على ذلك كلمات ممجّدة للكفرة الملاحدة وصور أعلام بلدانهم يحملها البعض على صدورهم بزهو وإعجاب، مما يناقض ركن الولاء والبراء.

أما العبارات والصور المخّلة بالأخلاق الداعية إلى الرذيلة فمن مثل "انظر إلى هذه الجميلة ماذا تفعل" وعبارة أخرى معناها "إلى الغرفة الحمراء" وعبارة "كيف تحصل على غاية الشهوة ومنتهاها" وأخرى "الولد الشاذ جنسياً" وعبارة "هو يمارس الجنس" بضمير المتكلم، وبضمير المتكلم أيضا "قبلها أو المسها" وعبارة "أنا لست رجلاً ولا امرأة" وعبارة "طفل للبيع" وغيرها كثير فمن تتبع واستقرأ رأى ما يندى له الجبين حزناً وألماً.

ألا إننا جميعاً من هذا المكان الطاهر وفي هذا اليوم الفضيل نبعثها رسالة نصح وتذكير إلى كل تاجر ألاْ يدخل ويستورد مثل هذه المخازي وفي الحلال غنية وإلى كل راع عن أسرته ومن يعول ألا فليتق الله ألا يجعل من صدور أبنائه وبناته معارض دعائية متنقّلة ورسالة نبعثها قبل ذلك إلى القائمين على الجمارك ومن ولاّهم الله تحمّل هذه المسؤوليات وغيرها ألا يأذنوا بإدخالها ولا السماح باستيرادها تعاوناً على البر والتقوى وتناهيا عن الإثم والمنكر. 

 

من عال جاريتين حتى يدركا دخلت أنا وهو الجنة كهاتين

من مواعظ مشكاة 

لنكن على ذكر دوما من حديث حبيبنا عليه الصلاة والسلام حين قال: ((من عال جاريتين حتى

  يدركا دخلت أنا وهو الجنة كهاتين)) وفي رواية: ((من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن، كن له ستراً من النار)). كذا أوصيكم ونفسي بتقوى الله

 

وإن من أعظم الإحسان إليهن عدم الإذن لهن بالتبرج والسفور والاختلاط وتقليد من لا خلاق لهن في زيهن أو طباعهن حتى ينشأن طاهرات عفيفات قد أرخين عليهن الستور واحتجبن حياء عن أهل الفجور فكن من ذوات الخدور.  

 ان حديث اليوم بإذن الله إلى كل عائل قوّام على المرأة أختاً كانت أو زوجة أو ابنة أو يتيمة أو محرماً من محارمه نتأمل فيه ما يتعلّق بزينة المرأة بين المشروع والممنوع والجائز والمحرم لأنهن أمانة في أعناقنا وعنهن سنسأل يوم العرض الأكبر، وقبل الشروع في قضايا هذا الموضوع ليعلم أخي السامع أنني توخّيت قدر الإمكان عرض الراجح من الأقوال في المسائل المعروضة لا بترجيحي ولكن بترجيح العلماء الأثبات من أهل العلم وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

أخي في الله:

بادئ ذي بدء ينبغي أن يعلم أن المرأة لا تلام على حب التجمّل والزينة اومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين قال ابن كثير رحمه الله: أي المرأة ناقصة يكمل نقصها بلبس الحلي منذ تكون طفلة.

وما الحلي إلا زينة من نقيصة           يتمم من حسن إذا الحسن قصّرا

و أما إذا كان الجمـال موفراً            كحسنك لـم يحتج إلى أن يزوّر

بل إن ذلك مطلوب منها شرعاً وهي مأمورة به بمثل قوله عليه الصلاة والسلام: ((خير النساء التي تسرّه إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره))، وفي رواية: ((المرأة الصالحة تراها فتعجبك)).

بل إن الحبيب المؤدم بين الأزواج الباعث على توثيق الرباط وزيادة الألفة والمودة بين شريكي الحياة قد نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً من أجل أن تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة إذ المرأة في الغالب حال غياب زوجها لا تعتني بزينتها وتطيبها كما لو كان موجودا فخشية أن يفاجأها الزوج بمقدمه فيرى منها ما يكره ورد هذا النهي، والحكم يدور مع علّته وجوداً وعدماً، فإذا ما اتصل الرجل على أهله وأعلمهم بمجيئه ارتفع النهي.

أخي شريف العرض زكي الجناب:

((قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة)).

إننا في زمن نواجه فيه هجمة شرسة ورماحاً مسددّة حاكها ودبّرها يهود وأذنابهم، يقول الدكتور الخائب أوسكار ليفي: نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه ومحركي الفتن فيه وجلاديه.

إنها بيوت أزياء ودكاكين تجميل ومحلات مساحيق ومناكير وكوفيرات نمص وقص ونتف وحلق وصرخات موضات من باب، إن أردت الرشاقة وخفّة الحركة فعليك بلبس كذا أما إن أحببت أن تكوني خفيفة الظل جذّابة ناعمة فصففي شعرك وقصيه على طريقة كذا، وهكذا شعارات برّاقة ومجلات فاتنة ودعايات زائفة حتى صدق فينا قول ربنا وفيكم سمّاعون لهم واستبانت في حقنا معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم: ((حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)).

تقليد أعمى وتشبه مقيت وهوان مستحكم فهل من عودة إلى شرع حنيف وزينة مباحة وتجمّل جائز؟ وقبل الحديث عن بعض أحكام الزينة للنساء يحسن ذكر ضوابط عامة وسياجات شرعية يعرف بها ما يصح وما لا يصح من هذه الزينة وذلكم التجمّل:

1-   عدم جواز التزين بما هو محرم:

كوصل للشعر أو نتف للحواجب أو لبس لما يحسر عن شيء من الجسد ويبديه.

2-   ألا تتزين المرأة بما يشبهها بالرجل:

سواءً باتخاذ مشية كمشيتهم أو ارتداء حللهم أو قص للشعر كقصهم أو نحو ذلك عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء)) وفي رواية: ((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال)) وفي رواية: ((ليس منا)) وفي أخرى ((ثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والديوث ورجلة النساء)).

إنه التمايز المطلوب والتباعد الطبيعي بين ما يليق بالمرأة وما يختص بالرجل، يتملك العجب عندما تدخل إلى بعض المحلات فتسأل عن بعض الألبسة أنسائية هي أم رجالية؟ فيكون الجواب: كما تشتهي هي صالحة لكل من الجنسين أبلغ بنا الحال هذا المبلغ؟ أما الجنس الثالث فشر بدأ منذ زمن ليس بالبعيد انتشاره ولا حول ولا قوة إلا بالله.

3-   عدم جواز التزين بما فيه تغيير لخلق الله.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمّصات والمتفلجات للحسن المغيّرات خلق الله)) وفي رواية: ((والواصلة والمستوصلة)).

الوشم: هو غرز الإبرة في الجلد ثم حشو ذلك المكان أو نثر الحناء عليه وفيه ليزرق الجلد أو يخضّر.

النمص: نتف شعر الحواجب أو الوجه.

أما التفلّج: فهو توسيع ما بين الأسنان لتظهر فيه المرأة المسنة أنها لا زالت في ريعان الشباب وقد تفعله غيرها يردن بذلك الحسن.

الواصلة: وهي التي تصل شعرها بشعر غيرها أو تلبس ما يسمى بالباروكة الشعر المستعار الصناعي.

وصدق الله يوم أن أخبر عن مكر وكيد الشيطان فقال: ولآمرنهم فليغيرن خلق الله .

4-   ألا يكون في ذلكم التزين تشبه بالكافرات.

فمن تشبه بقوم فهو منهم قال عليه الصلاة والسلام: ((ليس منا من تشبه بغيرنا ولا تشبهوا باليهود ولا النصارى)).

رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم على علي رضي الله عنه ثوبين معصفرين [أي مصبوغين بصبغ أصفر اللون] فقال عليه الصلاة والسلام: ((إن هذه ثياب الكفار فلا تلبسها)).

تعرّضت إحدى النساء للنظرات المتعجّبة من زميلاتها عندما جاءت إليهن وقد لبست ثوبا بكم واحد، فلما سألنها عن الكم الآخر وقد شعرن أن الثوب حتماً لم تكتمل بعد خياطته قالت لهن: إن هذه إحدى آخر الموضات في بلد أوروبي.

((حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)).

بل لقد رأيت في بعض أسواقنا من الألبسة النسائية المعروضة ما لو ارتدته المرأة لكان لها فوق الركبة والعياذ بالله، فعلام هذه التبعية والإمعية الحرفيّة ونحن أمة قائدة لا مقودة ومتبوعة لا تابعة لنا شخصيتنا المتميزة وهدينا الأسنى والأسمى، صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون .

فيا عجباً أن تتشبه المؤمنة بالكافرات فتدمم أظفارها أو تلبس الصليب أو ما يسمونه بمفتاح الحياة فالتشبه في الظاهر بهن مظهرا وسلوكاً جالب ومورث ومشعر في الباطن بلون تقارب ومودّة وتناسب وتشاكل كل يقود إلى الموالاة المنهي عنها الفاصمة لأوثق عرى الإيمان الآتية على بنيانه من القواعد.

5-   ألاّ تتزين المرأة المسلمة بما يكشف شيئا من العورات ونهتك بذلك ستر حيائها وجلباب حشمتها فتصبح نهشاً لذئاب ضارية وفريسة لأعين آثمة ومعاكسات جارحة.

إن عز المسلمة وسؤددها في حيائها واستحيائها فإذا تجمّلت أو تزينت بما يخدش هذا المعنى أو يخل به فقد أزرت بنفسها وأنقصت من قدرها وتعرضت بعد ذلك لما يشينها عندها تندم حيث لا ينفع الندم.

6-   ومن بدع الزينة لبس ملابس معينة في أحوال محددة كالتزام لبس السواد فترة الحداد أو في يوم عاشوراء كما تفعله الشيعة الرافضة أو نحو ذلك مما لم تشهد به آية أو تنطق به سنة ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)).

7-   ألا يكون تزين المرأة بما فيه إسراف ومخيلة وشهرة فليس صحيحاً أن تستنزف أموالنا جرياً وراء كل جديد أو لهاثاً خلف كل صيحة أو تقليعة مع أن المرأة في المقابل مطلوب منها على وجه الخصوص الإسراع إلى النفقة في وجوه الخير.

ومن الإسراف تبديد الأوقات وتضييع الساعات الطوال والوقوف طويلاً أما المرآة من أجل تحسين الهيئة وتعديل الشكل مما يفوّت على المرأة المسلمة حظها من العلم النافع والعمل الصالح والتربية المثلى لأبنائها بل قد يفوّت عليها ذلك الاهتمام الزائد والسرف المخلّ أداء حقوقٍ كثيرة للزوج إذ تزيّنها في الغالب لغيره.

أما إن كان في لباس المرأة وزينتها ما ينفخ في منخريها إزدراء الآخرين وتكبرها عليهن ورؤيتها لنفسها فذاك والله عين صغارها واحتقارها إذْ ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)).

أما إن كان لبس المرأة وزينتها سبب شهرة بين النساء مما يميزها عنهن ولم يعتدن لُبس مثله فهذا محرم لقوله عليه الصلاة والسلام: ((من لبس ثوب شهرة ألبسه الله إياه يوم القيامة ثم ألهب في النار)).

الحمد لله على إحسانه والشكر له على نعه السابغة وامتنانه القائل سبحانه:  يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير، ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون وقال عز في علاه ناهيا محذراً ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى .

والصلاة والسلام على رسولنا ومصطفانا القائل: ((صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)) صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أيها المؤمنون:

ومن ضوابط الزينة وشروطها المعتبرة شرعا اللازمة حكما وعملاً:

1-   ألا يكون في زينة المرأة ما يمنع من إتمام طهارتها من الحدث الأصغر كالذي يكون مانعاً من وصول الماء إلى بشرتها كبعض المناكير والمكاييج وما قد تخشى معه المرأة لو غسلت وجهها، لأذهب وأفسد عليها كثيراً مما تجملت به وصبغت به محياها أو وضعته عل عينيها.

أو كأن تلبس ثياباً كثياب العروسة ليلة زواجها وهو ما يسمى بالشرعة مما يتعذر معه أداءها لوضوئها أو صلاتها بالصورة المطلوبة شرعاً خصوصاً إذا كانت قد خرجت من عند الكوفيرة مع المغرب أو قبله أو نحو ذلك مما قد يؤدي إلى ترك الفريضة بالكلية أو جمعها مع غيرها بدون موجب شرعي للجمع.

2-   ألا يكون في تزينها وتجملها ما يضر بها صحيا أو جسديا على المدى القريب أو البعيد فهذه الأخلاط من المساحيق والبودرات وأدوات التجميل ذات الألوان المتعددة والمواد المختلفة قد ثبت طبياً ومن خلال الواقع المشاهد ما لها من أضرار على البشرة كذا الحال لمن تلبس الكعب العالي إلى غير ما هنالك مما سيأتي تفصيله بإذن الله تعالى في موضعه.

3-   ألا يكون إبداؤها لزينتها الا لمحارمها كل بحسبه فما يظهر للزوج ليس كالذي يظهر للأب وليس كالذي يظهر للأخ من الرضاع وما قد يظهر من زينتها أمام المرأة المسلمة ليس كالذي يظهر أمام الكافرة أو الكتابية وهكذا ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها .

أما الطبيب والسائق والبائع والخادم والخياط وغيرهم فلا يصح أبداً إبداء الزينة لهم ولا كشف الوجه لديهم أو إبراز شيء من الجسد عندهم.

ولا يخدعنا الواقع المرّ أو ننجرف وراء من قلّ حياؤهنّ فكشفن 

 

الحضارة الإسلامية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل (4) الباب الرابع كيف نبني حضارتنا الإسلامية؟

الحضارة الإسلامية بين أصالة الماضي وآمال  المستقبل (4) الباب الرابع كيف نبني حضارتنا الإسلامية؟ الباب الخامس قيم التقدم   في ا...