Translate

الجمعة، 21 أبريل 2023

العلمانية وحربها للاسلام سرا وجهرا والمرأة – 1 –

من م مشكاة 

 فيا عباد الله: لا يزال المنافقون من أهل العلمنة والتغريب ومن اغتر بدعواهم يطالعوننا المرة بعد المرة بأقوال وآراء عبر صحفنا اليومية تخالف ثوابتنا الشرعية ومسلماتنا الإعتقادية يلبسون لبوس الغيرة على الدين أحيانا ولبوس النهضة بالاقتصاد أحيانا أخرى ويطرحون أفكارا خاوية لا تتفق وواقعنا المحافظ على دينه وما هم إلا حفنة قليلة من المتأثرين بالغرب اللاهثين خلف ما يفد منه ولو كان فيه حتفنا ولو كان الغرب قد ذاق مرارته ونادى بالويلات والثبور من جرائه فيصدق عليهم بذلك قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟)) إن هؤلاء المسعورين من العلمانيين والمستغربين ومن سار في فلكهم ممن يتباكون على وضع المرأة في بلادنا هم أعداء المرأة حقا ولعلمهم بواقع مجتمعنا واختلافه عن سائر المجتمعات التي عانت من الاستعمار دهورا فإنهم يتسللون بأفكارهم التحررية ودعوتهم للانحلال من خلال قضايا شرعية يحاولون أن يجعلوها مجال نقاش وأخذ ورد فحين يطالب أحدهم مثلا بالبخنق الذي تلبسه نساء ماليزيا أترونه صادقا في مطالبته هل سيرضى بالوقوف عند هذا الحد أم أنها خطوات الطريق الطويل اللاحب الذي يراد جر المرأة إليه في بلادنا وهل قدوته ماليزيا حقا أم إن قدوته هناك حيث العري والاختلاط والعار والشنار وهل واقعه الآن يشهد بحسن سيرته وطيب طويته وسلامه مشربه أم هو بحاجة إلى إصلاح حاله ثم من نصبه وكيلاً لبنات آدم يطالب لهن بحقوقهن بزعمه ثم ينسف في طريقه مسلمات شرعية وثوابت عقدية بصريح العبارة أو بتلويحها ولحنها: أم حسب الذين في صدورهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم لقد طار العلمانيون والمستغربون ومن انخدع بهم بكلمة قالها ولي العهد وعلق عليها مصدر لم يصرح باسمه نشر تعليقه في جريدة الشرق الأوسط وجريدة الحياة ومما جاء في تعليقه: إن الكلمة المشار إليها تعد الطلقة الأولى للحوار حول المرأة السعودية وتحريك دورها وتابع يقول: إن البعض يتناول قضايا هامشية وقشور مثل قيادة المرأة للسيارات وغطاء الوجه فالموضوع الأول تمت مناقشته في مجلس الشورى وهي قضية تقنية بحاجة مثلا لشرطة نسائية تتولى تنظيمها وأما الثاني فهي قضية خلافية هكذا يقول هذا المصدر الذي لم يصرح باسمه وتابع قائلا: وإذا أردنا مجتمعا دون اختلاط فإننا سنخلق مجتمعاً منقسماً وشاذاً وزاد: حان الوقت لمساهمة المرأة السعودية في المسيرة التنموية وحرص هذا المصدر على تأكيد أن الدين الإسلامي دين يخاطب الجميع وقال: لا وجود لكهنوتية في السعودية هكذا قال هذا المصدر المجهول ولنا مع تصريحه الذي قد جاء بيان يرد عليه بيان توضيحي لكلمة ولي العهد يتبرأ من كل التعليقات التي نسبت إليها والتي تعد نفسها شرحا لها لنا مع هذا التصريح عدة وقفات أولها يلمس أن هناك توجها لبحث قضايا محسومة في هذا البلد من قبل هيئة كبار العلماء تتعلق بالمرأة وطرحها للمفاوضة والنقاش والاعتراض ثانيا وصف القضايا الشرعية كالحجاب ونحوها بأنها قشور وأمور هامشية مما يدعو إلى التوجس والخوف من تلك الدعاوى وإن ألبست بلباس الدين. ثالثاً: الزعم بأن موضوع قيادة المرأة للسيارة تمت مناقشته في لجنة الشورى رغم أنه صدرت فيه فتوى شرعية رسمية وهذا الزعم باطل فقد صرح وزير الداخلية لجريدة اقتصادية بأنه لا توجد أي رغبة أو توجه لدى الدولة بشأن السماح للمرأة بالقيادة في السعودية وبأنه ليس هناك دراسة بهذا الخصوص وأن كل مجتمع له خصوصياته وكأي أمور أخرى تخضع لهذه الاعتبارات لكن أعود وأؤكد أنه لا توجد أي دراسة حول هذا الموضوع انتهى كلامه رابعا أن عمل المرأة الذي يدعى له ويراد فتح أبوابه هو عمل في محيط الرجال وميادينهم كما جاء في التصريح إننا إذا أردنا مجتمعا دون اختلاط فسنخلق مجتمعاً منقسماً شاذاً هكذا قال المصدر المجهول خامسا إلغاء دور المرجعية الدينية والرجوع في كل أمر إلى كتاب الله وسنة رسوله بقوله: لا كهنوتية في السعودية وفي ذلك نسف للثوابت الشرعية وقد تتابعت المقالات الصحفية من جملة من المستغربين من أبناء وبنات هذا المجتمع رغم صدور بيان يرد ويوضح كلمة ولي العهد ويتنصل من كل المقالات التي تعلقت بها رغم ذلك كله فقد تتابعت المقالات من المستغربين في الصحف ومما تضمنته هذه المقالات استغلال كلمة ولي العهد وتوجيهها حسب توجههم المنحرف وجعلها توطئة لعرض ما يريدونه ومن ذلك أن المقالات تضمنت الدعوة الصريحة لتحرير المرأة وتغريبها ورفع الظلم والضيم الذي تعانيه من مجتمعها حسب زعمهم حتى قال بعضهم: المرأة لا تملك الصلاحيات في اتخاذ أبسط القرارات وقال آخر من هؤلاء المستغربين: عمل المرأة كمعلمة بطالة مقنعة وهدر للأموال وقال ثالث : لن تتقدم أمة نصفها مصاب بالشلل شل الله يمينه ويلحظ تبرم واستياء تلك الفئة المنحرفة من حال مجتمعنا المحافظ والدعوة إلى تغيير أوضاعه حتى قال بعضهم: حال المرأة يدعو إلى الرثاء وضع النساء في مجتمعنا لا يطابق المعايير التي يتفق عليها العقلاء النساء في مجتمعنا لا يحصلن على حقوقهن المرأة لا مكان لها في مجتمعنا نساؤنا في العالم العربي لا يتحدثن عن حقوقهن كي تعود المرأة إلى الإنتاج فإننا في حاجة إلى الكثير من الكلام الصريح اللهم أكفنا شر الأشرار وشر الفجار اللهم من أرادنا والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى غفرانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه أما بعد فيا عباد الله لقد بدأت حركة ما يسمى بتحرير المرأة قبل مائة عام أي في عام ألف وثمانمائة وتسع وتسعين للميلاد حيث خرج كتاب تحرير المرأة لقاسم أمين الذي دعا فيه المرأة إلى السفور ونبذ الحجاب واختلاطها بالرجال ولم يكن في ذلك الوقت في مصر امرأة تختلط بالرجال سوى امرأة واحدة هي ناظلي فاضل حفيدة محمد على باشا وفي تركيا دعا أحمد رضا عام ألف وتسعمائة وثمانية للميلاد أي قبل تسعين سنة إلى إفساد المرأة حيث قال ما نصه: ما دام الرجل التركي لا يقدر أن يمشي علناً مع المرأة على جسر غلطة وهو جسر في تركيا وهي سافرة الوجه فلا أعد في تركيا دستوراً ولا حرية فهكذا دعا هذا الأثيم إلى سفور المرأة قبل تسعين عاماً تقريباً ولكن انظروا ما يحدث الآن حيث وصل الحال إلى إنشاء المراقص وبيوت البغاء وكل أنواع الشرور كما هو مشاهد ومعلوم في بعض البلاد نسأل الله أن يحمي بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه وإن كثيرا من الكتابات التي نطالعها على صفحات جرائدنا إنما هي نسخة مستلة من دعوة قاسم أمين وهي طبق الأصل من كتاباته وأفكاره هو وأضرابه دعاة السفور والاختلاط وإن عمل المرأة بالصورة التي ينادون بها له من المفاسد الشيء الكثير فمما نذكره باختصار إهمال الأسرة وتمزيق أركانها وتضييع النشء وإفساد الأولاد وكثرة حالات الطلاق وكثرة حالات العنوسة في المجتمع وتحديد النسل إذ أن المرأة العاملة تضطر لإيقاف الإنجاب مراعاة للوظيفة والتضييق على الرجل في الحصول على الوظيفة وهذا مشاهد ملموس بل الواقع يشير إلى بداية ظهور البطالة في المجتمع في أوساط الرجال والرجل مطالب بالعمل لكونه مطالب بالنفقة على المرأة ومن ذلك كثرة السائقين والخادمات والمربيات ومن ذلك ما تحدثه من أثر نفسي على الأطفال نتيجة تنشأتهم في دور الحضانة ومنها أنه لا عائد مادي من عمل المرأة إذ أنه سيصرف في تبعات ذلك خادمة أو مربية أو سائق وسيارة وغيرها من المصاريف ومنها تسهيل اللجان بالفساد والانحراف الأخلاقي وما يتبع ذلك من هتك الأعراض وضياع الحرمات أما بالصورة المحافظة فإن الآثار تكاد تنعدم وبالجملة فمن أراد أن يعرف آثار عمل المرأة بالصورة التي ينادي بها العلمانيون فلينظر إلى المجتمعات التي سبقت إلى مثل هذا العمل وما حل بها من فساد وانحراف يوجب على العقلاء من أبناء هذا المجتمع السعي لكف هذا الشر عن المسلمين ويتعين على الجميع بذل الجهود لحفظ المجتمع وصيانة الأمة من خلال السعي على الحفاظ على خصوصية تعليم المرأة وعملها في هذه البلاد بمنع الاختلاط في التعليم والعمل والسعي الجاد إلى إقرار التقاعد المبكر للمرأة والعمل بنظام الساعة والعمل بهذين الأمرين سيغلق الباب أمام تلك المطالبات والخطوات إذ أن قلة الوظائف المطروحة للمرأة هي حجة أولئك في مطالباتهم ومن ذلك إعادة النظر في سنوات تعليم المرأة وعملها بما يتوافق مع طبيعتها ويتلاءم مع وظيفتها الأساسية كأم وزوجة ومن ذلك إنشاء مستشفيات نسائية خاصة تراعي حرمات المرأة ومن ذلك تعديل مناهج التعليم في المراحل كلها من الإبتدائية إلى الجامعية بما يوائم طبيعة المرأة ويخالف الرجال وفي الختام نسأل الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكفينا شر الأشرار وكيد الفجار. 

المرأة  – 1 –

  ان الحمد لله …. أما بعد :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه ( ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء ) . وقال صلى الله عليه وسلم ( واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء ) . وقال صلى الله عليه وسلم ( إن أقل ساكني الجنة من النساء ) . وقال صلى الله عليه وسلم ( إن الدنيا خضرة حلوة وإن الله عز وجل مستخلفكم فيها لينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء ) .

أيها المسلمون : إن هناك حرباً ضروساً لاهوادة فيها ضد المرأة ، هذه الحرب موجهة ومنذ زمن ليس بالقريب لتحطيم هذا الحصن وهذاالكيان وهي المرأة وإن لم نكن أيها الأحبة بمستوى هذه الحرب فالخسارة من الذي يتحملها ، أنا وأنت . وستنجرف في الهاوية أختي وأختك وبنتي وبنتك .

لقد علم أعداء هذه الشريعة وخصوم هذه الملة ، المركز الحساس الذي تحتله المرأة في هذا الدين ، ويعلمون جيداً تلك الحدود والضوابط التي وضعها الله جل جلاله في كل ما يتعلق بالمرأة ، من لباسها وخمارها وجلبابها وكلامها ومشيتها وطريقة عبادتها وكيفية دخولها وخروجها ، كل هذا حفاظاً عليها من عبث ذئاب البشر بها ، وأيضاً حفاظاً وحماية للمجتمع للمسلم أن يتردى في مهاوي الرذيلة .

فبدأ هؤلاء المنتكسون منذ زمن بعيد والتي قد آتت أكلها في الآونة الأخيرة ، بدأوا في محاولة تغيير نظرة الناس والمجتمع بشكل عام ، والمرأة بشكل خاص لأنها هي المعنية في هذه الضوابط التي جاء بها الاسلام . وبمعنىً مختصر تغيير دين الناس من الاسلام الى ما يحاولون اقناع الناس به بما يسمونه الاسلام المتحضر أو الاسلام المرن الذي يقبل كل ما يأتي من الغرب خصوصاً فيما يتعلق بشئون المرأة لكن حسب تقاليدننا وضوابطه الشرعية – زعموا - . واستخدموا في سبيل تحقيق ذلك آلاف المقالات ومئات الندوات والمحاضرات بطرح ممجوج ، وساعد هذا التيار ما يصنعونه هم وبأيدهم بواسطة الاعلام من مسلسلات وأفلام تخدم هذا التيار وهذا التوجه .

فالمرأة والرجل بل المجتمع بأسره ، اذا نظر في الشاشة أو سمع في المذياع أو قرأ في مجلة أو جريدة فيما يتعلق بموضوعنا – المرأة – لايرى ولا يسمع ولا يقرأ إلا تلك النداءات المتكررة في إخراج المرأة من بيتها ، بحجة الدراسة والوظيفة ، وما الدراسة أرادوا ، ولا الوظيفة قصدوا ، لكن وراء الأكمة ما وراءها ، ثم ذلك الطرق المستمر على حجاب المرأة وغيرها كثير من الموضوعات التي ستسمع طرفاً منها بعد قليل ، والتي كلها يصب في هذا التيار الجارف .

أيها الأحبة : ليس سراً وأني منذ زمن وأنا متردد في أن أفتح ملف المرأة فوق المنبر ، من خلال ما يعرض علينا من مسموع ومقروء ، لكن لضخامة الموضوع وقلة البضاعة كان هذا التأخير ، لكننا وصلنا الى مرحلة أيها الأحبة لم يعد هناك مجالاً للتأخير ، فليشارك المرء ولو بالقليل ، أسأل الله جل وتعالى أن يبارك في هذا القليل والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة الا به

أيها المسلمون : سأقرأ عليكم فقط عناوين ورؤوس أقلام بعض ما هو منشور بين أيديكم في بعض الجرائد والمجلات لتدركوا حجم المعركة الموجهة للمرأة :

صاحب أحد المقالات يقترح في جريدة منشورة دخول المرأة كعضو في مجلس الشورى ، فكتب مقالاً بعنوان " عضوات الشورى " [1] .

ومقال آخر يقترح صاحبه دخول المرأة في مجالس المناطق في المحافظات فعنون لمقاله " نظام المناطق ونصف المجتمع " [2] .

وصاحبة أحد الأقلام الموبوءة تنشر مقالاً عن السياحة فتقول في ثنايا مقالها " ويكفيني من السياحة أن أكون قادرة على المشي بحرية اجتماعية على رصيف الشارع دون أن يلاحقني من يأمرني بتغطية أظافري لأنها تزني المرأة . [3]

وآخر يقترح إنشاء قسم خاص في المحاكم الشرعية للمرأة فيقول : يمكن أن يستعان في هذا الصدد بنخبة مختارة من الخريجات الجامعيات في حقول الشريعة وأصول الدين والدراسات الاسلامية وعلمي الاجتماع والنفس اللواتي قد لايجدن فرصاً متاحة للعمل فيلحقن بتشكيل المحكمة وتنشأ لهن مكاتب مناسبة ترتبط بالمحاكم وتتوفر لها الشروط الشرعية والانسانية لأداء المهمة . [4]

عنوان نشر بالخط العريض : الغرف التجارية يجب أن توفر أقساماً نسائية هناك عوائق أمام زيادة المشروعات الاستثمارية النسائية .[5]

دكتور يؤيد لكن يزيد على من قبله فيقول : أؤيد فتح فروع نسائية بالغرف التجارية والصناعية .[6]

وهذا سفيه ينادي بالأصوات المحلية بدلاً من الأصوات السياحية فيقول : والمرأة السعودية وصوتها البلبلي الرخيم هو من مواد هذا البلد وطينته ، ومن الانصاف أن نفرضه على شركات الانتاج الفني ، الافراج عن الابداعات المحلية أمر مطلوب وكذلك البعد قدر الامكان عن الوصاية المعجمية .[7]

فيقال لهذا المخدوع ، اذا كنت أنت ترضى لأمك أو بنتك أن تكون بصوتها البلبلي بديلاً محلياً عن المستورد فأظنك بعيداً كل البعد عن مواد هذا البلد وطينته الذي لايرضى أهله بالتبذل والتفسخ ، وما يزال ولله الحمد هناك بقية من حياء وشعور عند معظم الناس من أن يجعلوا محارمهم سلعة محلية بدلاً عن المستورد ، أما أنت وأمثالك ممن رضع من ألبان فكر المستورد وتربى في زبالة بيئته فلا يُستغرب من مثلك أن يكتب عندنا مثل هذا الكلام .

عنوان آخر : مشاريع لمكاتب سفر سياحية نسائية في السعودية .[8]

عنوان لمقال : المرأة السعودية قادرة على ادارة المصانع ومكانها ليس التعليم والصحة فقط .[9]

عنوان : مطلوب محمضات أفلام لا طبيبات .[10]

عنوان آخر عجيب ومضحك لكن مقصود صاحبه واضح من عنوانه : مشروع لتوظيف النساء في الحراسات الأمنية .[11]

وماذا تتوقع حصوله من امرأة تعمل على البوابات لحارسة أمنية وطبيعة عملها يتطلب أن تكون خاضعة لنظام الورديات والبقاء طوال الليل على هذه البوابات .

وهذا مقال آخر واضح من عنوانه أنها دعوة صريحة للزنا ، عنوان المقال " 100 دولار لعملية إعادة غشاوة البكارة " [12] . يذكر صاحب المقال أخزاه الله أن هذه العملية تجرى في القاهرة وأنها بلغت الى الآن قرابة 400 ألف عملية لفتيات مصريات وعربيات وكلها ناجحة . تقول الممرضة ممن يشرفن على إجراء هذه العمليات في نفس المقال الذي شرح فيه بالتفصيل كيفية إجراء العملية ، تقول : هذا ليس غشاً بل على العكس أنا أساعد هؤلاء الفتيات على الزواج وعلى العيش عيشة مستقرة وتجاوز أخطاء الشباب الطائش ، وتؤكد الممرضة أن أياً من اللواتي زرنها لم تواجه أي مشكلة ليلة زفافها .

أيها الأحبة : لماذا ينشر مثل هذه المقالات في أوساطنا ، ولماذا يُطلع فتياتنا وشبابنا على مثل هذه الأشياء وبالسعر الرخيص فقط 100 دولار ؟ سؤال جوابه واضح من عنوانه كما يقال : إنها دعوة صريحة لممارسة الفاحشة دون أيّ تخوف ، وكسر لحاجز خوف المستقبل عند الفتيات اللاتي يمارسن الفاحشة ، ودعوة لغيرهن ممن ترددن كثيراً أنه لامشكلة بعد اليوم فهناك عمليات ويعود كل شيئ كما كان . لاأظن أن أحداً يشك في نوايا أصحاب هذه المقالات وهو أنهم مجرمون في حق أنفسهم وديوثون في نظر المجتمع المحافظ ، وأنهم أناس لايعيشون الا لفروجهم وشهواتهم القذرة.

عنوان آخر وأخير وبدون تعليق : القرار يعطي المرأة السعودية فرصة لإثبات وجودها في الأعمال الفندقية .[13]

أيها المسلمون : ما قُرأ عليكم ما هو الا قطرة من بحر متلاطم مما تدفع به المرأة دفعاً لدخول هذه المجالات ، بل ويدفع المجتمع بأكمله ليقبل مثل هذه الأطروحات ، وكثير من كبار السن عندنا ممن كانت لهم قناعات معينة وكانوا محافظين ، بدأت قناعاتهم تتغير بسبب هذا الطرق المتكرر ليل نهار ومن كل جهة ، حتى وجد نفسه في بعض الأحيان كأنه هو الشاذ فيرضخ ومع كل أسف في النهاية لضغط الواقع وإلحاح الأهل والأولاد بحجة أن كل الناس الآن هكذا .

هل أدركتم أيها الأحبة مما قُرأ عليكم من عناوين فقط ، الجوانب المتشعبة التي يراد إقحام المرأة في مجتمعنا من خلاله فليست القضية أن تعمل المرأة أو لاتعمل ، وليست المسألة كشف الوجه من عدمه ، إنها حرب ضروس ونار مؤججة ونحن وقودها ، فان لم نكن بالمستوى الذي يجعلنا ندرك خطورة الأمر ، ونفقه حيل هؤلاء العلمانيين الذين يسعون للإفساد ولا يصلحون ، فإن النتيجة الحتمية هو أن نخسر نساءنا وبناتنا ، بل وقد يجر الأمر الى الفضيحة في الدنيا ، ولا شك بالإثم والوزر يوم القيامة ، أسأل الله جل وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يرحمنا برحمته ، وأن يحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمته أن نغتال من تحتنا . نفعني الله وإياكم بهي كتابه واتباع …       أقول هذا القول وأستغفر …

 

******************

 

الحمد لله على إحسانه …

أما بعد : أيها المسلمون :

لقد طفى على سطح الماء فقاقيع المتغربين ، واعتلت المنابر الاعلامية وجوهٌ مشبوهة ، وألسنة مسعورة ، سبق اختيارها بدقة وعناية ، ثم دفع بها الى حلبة الاعلام ، وأعطيت قلماً حبره السم ، لتؤدي دورها المرسوم سلفاً خدمةً للعديد من تيارات التدخل الدولي أو التبعية المحلية ، وسعى سعياً حثيثاً دائباً لتقليص مساحة هيمنة الاسلام على الحياة وتخطيطه لها ، وتفريغه من مضمونه الرباني الشامل .

هكذا ينبغي علينا أيها الأحبة أن نفهم القضية ، إنها حرب على الاسلام لكن هذه المرّة من خلال بوابة المرأة ، وأعداء الدين قد تقاسموا الأدوار فيما بينهم فقسم متخصص في المرأة من خلال ما سمعتم من المقروء أو ما يشاهد من خلال الشاشة ، وقسم متخصص في تلهية الشباب إما بالرياضة واللعب واللهو وهذا أخفها ، وإما إشغاله بالمخدرات وإيقاعه في المسكرات والبلايا ، وقسم متخصص في التجّار وذلك بفتح أبواب الربا على معاملاتهم من كل باب فلا بد من دخوله شاء أم أبى أو يخرج من السوق ، وقسم متخصص في الأطفال بإشغاله منذ الطفولة وتربيته على كل ما هو مستورد ، وغير ذلك ، الخلاصة أنها كلها تصب في هدف واحد مشترك وهو توجيه ضربات لهذا الدين ولأهله حتى تصيبه الضربة القاضية فتقضي عليه وهذا لن يكون بإذن الله ، فمنّا من يسقط من أول ضربة ، ومنّا من يقاوم سنوات ثم يرضخ في النهاية ، ومنّا وهذا ما يرجى في أمثالكم أنه مدرك لخطورة الموقف ، عالم بعدوه ، يدري بأن كل ما يطرح من عصرنة هذا الواقع ما هو الا محاولات تلو محاولات لتغريب المجتمع ، فهو ممسك على دينه قابض عليه كالقابض على الجمر ، منتبه لأهل بيته وأولاده لايسمح لأي شيئ أن يدخل بيته مخالف لتعاليم الدين ، مُربٍ لأولاده على معاني الرجولة ورفض كل هذه التيارات .

من هنا أيها الأحبة كان لزاماً أن تواجه هذه الحملات الخبيثة ، وأن تفضح هذه المؤامرات ، ويفضح أصحابها ، وتكشف أبعاد قضية المرأة وخلفيات الموضوع ، وأن المقصود الأول هو الاسلام ، ويجب أن توضع أمثال هذه المقالات تحت منظار الفحص  وتعرية جذور وفروع هذا النبت الخبيث .

وأخيراً اعلموا أيها الآباء ويا أولياء الأمور أنكم مسؤولون أمام الله تعالى عن أولادكم وبناتكم وأهل بيتكم ، وستقف أمام الله تعالى يوم القيامة وستُسأل عن كل جريدة أو مجلة أدخلتها في بيتك ، يبث وينشر فيها مثل هذه الأفكار الموبوئة ، ذات الروائح الكريهة فانتبه ياعبدالله ، فليس كل ما يباع يشترى ، وليست كل مجلة أو جريدة تصلح أن تكون في متناول من لايميز الطيب من الخبيث ، وهناك ولله الحمد بدائل من مجلات نافعة سواء المتخصصة في قضايا المرأة ، أو التي تهم كل أفراد الأسرة ، يمكن شرائها واقتناؤها .

ان ملف المرأة لم يغلق بعد أسأل الله تعالى العون والتيسير ..

اللهم رحمة اهد بها قلوبنا ، واجمع بها شملنا ، ولم بها شعثنا ، ورد بها الفتن عنّا …



[1] الرياض  10052  10/8/16هـ

[2] عكاظ   9918   12/4/14هـ

[3] الجزيرة   8728   7/4/17هـ

 

[4] الجزيرة   28/3/17هـ

[5] الرياض   10228   9/2/17هـ

[6] اليمامة   1320   24/3/15هـ

[7] القصاصة موحودة عندي من أحد الجرائد المحلية .

[8] الاقتصادية   713   29/11/15هـ

[9] الرياض   10065   23/8/16هـ

[10] عكاظ   27/1/17هـ

[11] الاقتصادية   937   5/9/16هـ

[12] الوطن   7283   6/1/17هـ

[13] الرياض   10374   7/7/17هـ

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحضارة الإسلامية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل (4) الباب الرابع كيف نبني حضارتنا الإسلامية؟

الحضارة الإسلامية بين أصالة الماضي وآمال  المستقبل (4) الباب الرابع كيف نبني حضارتنا الإسلامية؟ الباب الخامس قيم التقدم   في ا...